السؤال رقم (4753): ليلة القدر واختلاف المطالع.
نص الفتوى: فضيلة الشيخ: أحسن الله إليك. ورد في الحديث أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ. رواه البخاري.
ونحن نرى اختلاف المطالع بين البلاد الإسلامية فبعضها يصوم قبل بعض بيوم وربما أكثر. وعليه تكون ليلة وترية في بلد وزوجية في بلد آخر. فما التوجيه في مثل هذا بارك الله فيكم. وما أكثر ما تنصحونا به من العبادات لإدراك هذه الليلة. جزاكم الله خيرًا ونفع بعلمكم.
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فأولاً: تكون ليلة واحدة ولو اختلف دخولها بالنسبة للبلدان، فتدخل في البلاد العربية عند غروب شمس نهارهم وتدخل عند البلاد الإفريقية أيضا عند غروب شمس نهارهم وغيرها من البلاد، فكلما غربت عند قوم دخلت عندهم، وقد تستمر عند أهل مطلع آخر حتى طلوع الفجر عندهم، علما أن أقصى مدار للشمس هو أربع وعشرون ساعة، فربما استمرت ليلة القدر في الأرض كلها أربعاً وعشرين ساعة، ليس لأهل كل مطلع إلا قدر الليل عندهم. ولا مانع من أن تنزل الملائكة عند هؤلاء، وهؤلاء أيضا.
ثانياً: أما ما ننصحك به في هذه الليلة هو أن تغتنم ليلة القدر بالإكثار من الدعاء، والأذكار، والتسبيح، وسؤال الله -تعالى- العِتق من النيران، فالدعاء فيها مُستجابٌ، والاجتهاد فيه مرغوبٌ، ولذلك يتسابق العباد، ويحرصون على التوبة، والفوز برضا الله -عزّ وجلّ-، وتوفيقه، ونَيْل المنزلة الرفيعة، وأفضل ما يدعو به المسلم في ليلة القَدْر سؤال الله تعالى العفو والمغفرة ، فعن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: قلتُ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علِمتُ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: “قُولي اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي” رواه الترمذي (3513) ، وابن ماجة (3850) وسنده صحيح . ، ومن ذلك أيضاً قراءة القرآن وقيام ليلته لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ” رواه البخاري ( 1910 ) ، ومسلم ( 760 )
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.