السؤال رقم: (4818): هل لما وقع الطاعون في عهد السلف توقفوا عن صلاة الجماعة؟
الجواب: لم يرد عن السلف أنهم توقفوا عن صلاة الجماعة في طاعون عمواس، لكن جاء عند الإمام أحمد من حديث شهر بن حوشب عن رابِّهِ (زوج أمّه): ” أنّه كان قد شهد طاعون عمواس، فكان على قيادة الناس أبو عبيدة عامر بن الجراح فمات بالطاعون، ثم معاذ بن جبل فمات به أيضًا؛ فلما مات استخلف على الناس عمرو بن العاص فقام فينا خطيبا فقال: أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتجبّلوا منه في الجبال [وفي روايات أخرى: فتفرّقوا منه في رؤوس الجبال وبطون الأودية]. ثم خرج وخرج الناس فتفرقوا عنه، ودفعه الله عنهم. قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب من رأي عمرو فو الله ما كرهه”.
وهذا الأثر متواترٌ عن عمرو بن العاص، وقد أخرجه من طرق كثيرة أبو جعفر الطبري في ‘تهذيب الآثار‘، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.
والتفرّق في رؤوس الجبال وبطون الأودية يحول -بلا شكّ- دون إقامة صلاة الجمعة والجماعات؛ إذ لا تجبُ شرعا إلا على أهل الأحياء والقرى والمدن والحواضر