السؤال رقم: (4976)كيفية طهارة وصلاة من أصيب بشلل وعجز عن الحركة.

نص السؤال: امرأة قدّر الله عليها حادث تسبب في شلل أجزاء كثيرة من جسدها، ومنذ شهور وهي تنام على السرير ولا تستطيع الحركة ولا النهوض، وحتى قضاء الحاجة – أعزكم الله- تحتاج لمن يساعدها.، وتطلب من فضيلتكم تفصيلًا كاملًا حول كيفية الطهارة والوضوء والصلاة وهي في هذه الحالة.
وأيضًا هي تنام لفترات طويلة بسبب الأدوية التي تتناولها. وتفوتها الصلاة بسبب ذلك. فهل تجمع أم ماذا؟

نرجو التفصيل في الجواب حتى تكتمل لديها المعلومة الصحيحة التي تتعبد الله عز وجل بها؟ وجزاكم الله خيرًا…

الرد على الفتوى

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:

فأولاً: أسأل الله تعالى أن يجعلها من الصابرين المحتسبين وأن يجمع لها بين الصبر والعافية.

ثانياً: أما بخصوص طهارتها وصلاتها فأقول:

يجب عليها ما يجب على الصحيح من الطهارة بالماء من الحدثين الأصغر والأكبر، فتتوضأ من الحدث الأصغر وتغتسل من الأكبر، وإذا لم تستطع الوضوء بالماء لعجزها أو لخوفها زيادة المرض فإنها تتيمم .

والتيمم هو: أن تضرب بيديها على التراب الطاهر ضربة واحدة فتمسح وجهها بباطن أصابعها وكفيها براحتيها.

ويجوز أن تتيمم على كل شيء طاهر له غبار، ولو كان على غير الأرض، كأن يتطاير الغبار مثلاً على جدار أو نحوه فيجوز أن تتيمم عليه، وإن بقيت على طهارتها من التيمم الأول صلت به كالوضوء، ولو عدة صلوات، ولا يلزمها تجديد تيممها؛ لأنه بدل الماء، والبدل له حكم المبدل.

ويبطل التيمم بكل ما يُبْطِل الوضوء، وبالقدرة على استعمال الماء أو وجوده إن كان معدوماً.

وإذا شق عليها أن تتوضأ أو تتيمم بنفسها وضّأها أو يممها غيرها وأجزأها ذلك.

أما بخصوص صلاتها: فما دام أنها لا تستطيع الحركة ولا النهوض، فإن استطاعت أن تصلي جالسة صلّت جالسة، فإن عجزت عن الصلاة جالسةً صلّت على جنبها مستقبلة القبلة بوجهها ، والمستحب أن تكون على جنبها الأيمن، فإن عجزت عن الصلاة على جنبها صلت مستلقية ورجلاها إلى القبلة، وتومئ برأسها للركوع والسجود، فإن كانت لا تستطيع الإيماء برأسها فتكبر وتقرأ وتنوي بقلبها القيام والركوع والرفع منه والسجود والرفع منه والجلسة بين السجدتين والجلوس للتشهد ، وتأتي بالأذكار الواردة ، أما ما يفعله بعض المرضى من الإشارة بالإصبع فلا أصل له .

وإذا نامت عن صلاة أو نسيتها وجب عليها أن تصليها حال استيقاظها من النوم أو حال ذكرها لها، ولا يجوز لها تركها إلى دخول وقت مثلها لتصليها فيه.

ولا يجوز ترك الصلاة بأي حال من الأحوال، بل يجب على المكلف أن يحرص على الصلاة في جميع أحواله، وفي صحته ومرضه؛ لأنها عمود الإسلام وأعظم الفرائض بعد الشهادتين.

وإن شقّ عليها فعل كل صلاة في وقتها فلها الجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء جمع تقديم أو جمع تأخير، حسبما تيسر لها، إن شاءت قدّمت العصر مع الظهر، وإن شاءت أخرت الظهر مع العصر، وإن شاءت قدمت العشاء مع المغرب، وإن شاءت أخّرت المغرب مع العشاء.

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.