وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمسألة رضاع الكبير، وهل تنتشر الحرمة بها كرضاع الصغير؟ محل خلافٍ بين أهل العلم.
*فالجمهور منهم: على أنها لا تنتشر الحرمة. والحكم عندهم خاصٌ بالصغير الذي لا يطعم.
*وذهب الظاهرية، والليث ابن سعد، وعطاء بن أبي رباح إلى: أن رضاع الكبير كرضاع الصغير في نشر المحرمية.
*ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله_: أن هذا الحكم خاصٌ بسالم، وهو لغيره ممن يشبه حالته فمتى احتاج الكبير إليه، وكانت الحاجة مثل حاجة سالم،وسهلة فالرضاع يؤثر، وينشر المحرمية، وحديث سالم هو ما روت عائشة _رضي الله عنها_ قالت: جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ فقالت: يا رسول الله إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم وهو حليفه، فقال النبي _صلى الله عليه وسلم_: “أرضعيه” فقالت: وكيف أرضعه، وهو رجلٌ كبير؟ فتبسم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وقال: “قد علمتُ أنه رجل كبير”.
وهذا الحديث حمله أهل العلم على أنه خاصٌ بسالم، وقد سألت سهلة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ بعد نزول آية الحجاب.
والله _تعالى_ أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.