السؤال رقم (27) : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتاريخ : 23 / 6 / 1438هـ
السلام عليكم .. فضيلة الشيخ: هل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقتصر على أن يكون الرجال للرجال والنساء للنساء، بحكم عملي في محل مبيعات يدخلن الكثير من المتبرجات الكاسيات العاريات، هل بإمكاني نصحهن أن يتقين الله؟ أم أن هذا أمر يقتصر على النساء مع بعضهن البعض؟
الرد على الفتوى
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تقتصر على أن يكون الرجال للرجال والنساء للنساء، بل الأمر في ذلك واسع لقوله تعالى:[وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ](التوبة:71)، فمن استطاع الأمر والنهي من الرجال للنساء بدون الوقوع في الفتنة وبدون حصول مفسدة أعظم جاز ذلك، ومن استطاع ذلك من النساء جاز أيضاً، ولكن الأولى هو أن يقوم الرجال بالأمر والنهي لأمثالهم من الرجال، وكذا النساء، ولكل حال مقال.
وأما دخول نساء كاسيات عاريات للمحل الذي تعمل فيه فالأولى لك نصحهن وتذكيرهن وموعظتهن بالمعروف حسب استطاعتك، وعليك بالنظر إلى المفاسد والمصالح، لأن القاعدة عند العلماء:(درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)، ومثال ذلك: أن امرأة متبرجة دخلت المحل وهي واقعة في منكر ككشف لوجهها، أو جزء من يديها، أو متطيبة، وأنت تريد نصحها، فإذا رأيت أنك تستطيع نصحها بدون أن تسبب لك مفسدة أكبر فانصحها، وإذا رأيت أنك لو نصحتها سببت لك مفسدة أكبر فالأولى تركها وأن تنكر بقلبك ذلك لقوله تعالى:[فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ] (التغابن:16).
وفقك الله لكل خير ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.