خطبة بعنوان (أَثَرُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ فِي الْمُجْتَمَعٍ الْمُسْلِمِ).
الخطبة الأولى :
الحمد لله الذي قال في كتابه:[ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ](التوبة71)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي كان قدوة للمؤمنين في الأمر بكل خير والنهي عن كل شر، صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم مبعثه، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيماً](الحشر:70، 71).
عباد الله:
لقد ظهرت في الآونة الأخيرة عبارات، ومقالات، وحوارات موجهة توجيها شديداً إلى شعيرة من أهم شعائر الدين، تحمل بين طياتها الغمز واللمز لرجال الحسبة ولهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأصبح الحديث عنها كثيراً بحيث ترى من يتكلم عنها وعن القائمين بها وكأنهم أعداء يفرضون على الناس أمرهم ونهيهم، وهذا من انتكاس الفطر، وتغير القلوب.
ألم يسمع هؤلاء وهم قلة قليلة في المجتمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً، فأيُّ قلب أُشْربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأيُّ قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تعود القلوب على قلبين، قلبٍ أسودَ مربادٍّ كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب هواه، وقلبٍ أبيض لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض)(أخرجه مسلم). لا إله إلا الله، هذا قول نبينا صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة عام، فكيف حالنا الآن مع وجود هذا الصنف الذين لا يريدون أمراً ولا نهياَ، بل يريدون أن يعيش الناس كما تعيش البهائم وأذناب البقر من الانحلال الأخلاقي، وفساد المجتمع.
عباد الله:
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة من أوجب فرائض الإسلام، وشعيرة من أعظم شعائره، وقد ذكر بعض العلماء أن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي الركن السادس من أركان الإسلام، لقد شرق أقوام بسبب ما في قلوبهم من اتباع الهوى وحبِّ الشهوات، وطمسٍ لمعالم هذه الشعيرة العظيمة التي لولاها لهدم الدين، ولفسدت أخلاق الأمم فراحوا يتصيدون العثرات، ويحجِّمون الأخطاء، وأنتم ترون مع انعدام وجود الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كثير من بلدان العالم الإسلامي انتشرت المعاصي والمنكرات والفواحش، وظهر من يجاهر بمعصية الله ويعين على ذلك ـ نعوذ بالله من الخذلان ـ
عباد الله:
إن المجتمع المسلم لا يحفظ بحفظ الله إلا إذا كان فيه من يقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولن يكون ذلك إلا بحرص الجميع على هذه الشعيرة الهامة، ومعلوم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل عظيم من أصول الشريعة، وركن مهم من أركانها، فإنه من أعظم حقوق كلمة التوحيد، وهو من آكد قواعد الدين، وأعظم واجبات الشريعة، وأظهر شعائر الله، وأحد الثوابت في التشريع الإسلامي، ولا صلاح للعباد والبلاد في معاشهم ومعادهم إلا بالقيام به، وإظهاره وتعظيمه وتكميله بحسب الاستطاعة، وعلى قدر التقصير فيه وإضاعته وإهماله يكون النقص وتحدث الفتن، ويظهر الفساد في الأرض، لهذا جعله الله من أعظم فرائض الدين وأوجبه على عموم المسلمين، كل حسب حالته وقدرته، ووصف سبحانه به المؤمنين الكُمَّل وأثنى عليهم بالقيام به، والتعاون عليه والتواصي به، وشهد لهم بأنهم خير الناس وأكملهم إيماناً، وأنفع الناس للناس، وأعظمهم إحساناً إليهم، لأنهم أمروا بكل معروف، ونهوا عن كل منكر، فأمروا بكل ما أمر الله به ورسوله، ونهوا عن كل ما نهى الله عنه ورسوله، في كل جانب من جوانب الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، وعالجوا كل مشاكل الحياة وأحوال الناس وفق شرع الله المطهر، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فاتصفوا بالصلاح، وقاموا بأعظم مهمة في الإصلاح، وأخذوا بجميع أسباب الفلاح:[فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَنِعْمَةً](الحجرات:8)، فكانوا خير أمة أخرجت للناس، والشهداء على الناس في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى في كتابه العظيم:[ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ](آل عمران:110).
يقول ابن تيمية رحمه الله: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أنزل الله به كتبه، وأرسل به رسله من الدين؛ فإن رسالة الله إما إخبار، وإما إنشاء، فالإخبار عن نفسه وعن خلقه مثل التوحيد والقصص الذي يندرج فيه الوعد والوعيد، والإنشاء: الأمر والنهي والإباحة…. وقوله تعالى في صفة نبينا صلى الله عليه وسلم:[يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ] هو بيان لكمال رسالته… فبه كَمُل دين الله المتضمن للأمر بكل معروف والنهي عن كل منكر)ا.هـ(الحسبة لابن تيمية ص110). وفي حديث حذيفة رضي الله عنه الموقوف عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الإسلام ثمانية أسهم، وفيه الأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، وقد خاب من لا سهم له)(جامع العلوم والحكم لابن رجب ـ نشر الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ص22).
عباد الله:
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو سفينة المجتمع التي تحميه من الغرق، وتأخذ بيده إلى شاطىء النجاة، ولا صلاح ولا فلاح لأمة الإسلام إلا إذا تمسكت بهذه الشعيرة العظيمة، يقول الله تعالى:[ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ](آل عمران:104)، وروى البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا).
فضرب النبي صلى الله عليه وسلم هذا المثل ليبين عظم مسؤولية القائمين بهذا الركن العظيم، وأنهم إن قاموا بمسؤليتهم نحو سفهاء القوم وعامة الناس حافظوا على سفينة المجتمع من الغرق، وعلى أنفسهم وإخوانهم من الهلاك الذي لا يكاد ينجوا منه أحد.
ويقول صلى الله عليه وسـلم: ( والذي نفسي بيــده لتأمرن بالمعـروف ولتنهــون عن المنكـر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعون فلا يستجاب لكم)(رواه الترمذي وحسنه) ففي القيام بهذه الشعيرة سلامة من العقوبات الدنيوية الخاصة والعامة، ونجاة من الهلاك العام للقائمين به، قال تعالى:[ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ](الأعراف:165). فلم ينجي الله إلا الذين ينهون عن السوء، وأما الذين ظلموا بسكوتهم عن إنكار المنكر، والذين ظلموا بارتكابهم له أخذهم الله بالعذاب البئيس بسبب فسقهم، وما ربك بظلام للعبيد.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: [وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ](آل عمران:104).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين، وبعد:
فاعلموا يا عباد الله: أن رجال الحسبة يبذلون جهوداً كبيرة لحماية الأعراض، ومتابعة بعض أصحاب القلوب المريضة، وهذا يجعلهم يتعرضون لكلام الناس، ومما يطولهم في ذلك من كلام الناس:
أولاً: الاستهزاء بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، والاستخفاف بهم، والتشويش عليهم، ومعلوم أن الأمر والنهي من الدين بنصوص الكتاب والسنة، فإن من استهزأ بهما فقد استهزأ بالدين، وهو خطأ عظيم يقود من فعل ذلك إلى خطر عظيم يهدد إيمانه، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنما شرع من أجل حراسة الدين وحمايته.
ثانياً: الطعن في الهيئة ورجالاتها، وتضخيم أخطائها إن وقعت، وبث الإشاعات الكاذبة عنها، ودس الأخبار الكاذبة أو الزيادة فيها، وربما تفسير هذه الأخبار ــ إذا كانت صحيحة ــ بعيداً عن واقعها الحقيقي، كل ذلك بغرض القضاء عليها، وإضعاف الاحتساب؛ لأنه إذا قضي عليها لم تكن هناك قوة تحمي المحتسب، ومن المعلوم أن قوة السلطان تتيح حماية للمحتسب، فإذا قضي على الهيئة الرسمية فلا يصبح للاحتساب تنظيم ولا فائدة، ولا قوة تدفع الباطل وأهله.
ثالثاً: دعوى جديدة يضرب بها البعض أرجاء المجتمع لكي يؤثر على أفراده، وهي دعوى (تعارض الأمر والنهي مع الحرية الشخصية)؛ وهذه دعوى خبيثة إذ لا وجود لما يسمى (الحرية) بهذا المفهوم في أي نظام أو مجتمع لأن الحرية بمفهوم هؤلاء هي الفوضى.
فكل ما ذكرنا وغيرُ ذلك كثير يُنْبِأُ عن خطورة هذا الأمر الذي يهدد أركان الدين الإسلامي، فلا حفظ للأمة والمجتمع إلا بهذه السفينة العظيمة التي جعلها الله تعالى حفظاً للبلاد والعباد من الهلاك والدمار.
عباد الله:
ألا ترون ما أحاط بنا من الفتن التي تفسد القلوب، وتحطم الأخلاق، وتنشر الرذائل، وتوصل الأمة إلى الهلاك، إننا بحاجة إلى أن نأخذ بأيدي بعضنا إلى الخير، والبعد عن الشر، ولن يتم ذلك إلا بتكاتف الجميع من أجل ذلك، فالأمر جد خطير، ويحتاج منا إلى توعية جادة لشتى عناصر المجتمع كي يحذروا من الانسياق وراء الشهوات والشبهات وهو المزلق الخطير، والمرسى الهائج.
عباد الله:
إن أمة الإسلام محفوظة بحفظ الله إذا تمسكت بالحق، وكان طريقها على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو السبيل الموصل إلى مرضات رب العالمين، ألم تسمعوا قول الله تعالى:[قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ](الأنعام:65)، وقال تعالى:[ ءأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ*وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ](الملك:16ـ18) هذه الآيات الكريمات وغيرها كثير في كتاب الله فيها عظات لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
إن الناس لا يصلحهم إلا الكتاب والسنة، ومن حاد عنهما هلك في الدنيا وباء بالخسران المبين في الآخرة، فإلى متى الغفلة عن هذه الشعيرة العظيمة التي تحفظ علينا ديننا وأمننا، وأنتم ترون ما نحن فيه من الأمن ورغد العيش ما هو إلا بسبب تحكيم شريعة الله تعالى، والقيام بأمره، ولقد تميزت بلادنا بالعناية بهذه الشعيرة ورفع معالمها وأصبحت جزءاً من الدولة، فنحمد الله تعالى على ذلك، ونسأله أن يديمها علينا، وأن يحفظها لنا.
عباد الله:
لقد سمعت وسمعتم كلام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية حفظه الله، وأعانه وسدده، حول الهيئات وهو كلام يسر الغيورين على هذا الجهاز المبارك، حيث أشار سموه إلى تبرئة ساحة هذا الجهاز من التهم الباطلة التي يلقيها بعض الناس، وقد صدر هذا من رجل الأمن الأول وهو دليل أكيد على حرص سموه على أمن الوطن والمواطنين، لقد سئل الأمير نايف هذا السؤال:
صاحب السمو: برز مؤخراً متابعات عبر وسائل الإعلام لقضايا متعلقة بجهاز (هيئة الأمر بالمعروف) وعدد من القبضيات، وأنه وجد معها أخطاء في ذلك، وحدوث وفيات بسببها، ما تعليق سموكم على ما صدر حيال ذلك؟
فقال حفظه الله: (يجب علينا أن نتمسك بالحقائق في هذا الأمر، فالهيئة جهاز حكومي مثله مثل الأجهزة الأخرى، وقد يقع منه أمور من تلك الأحداث، ولكن أن نجعلها أموراً مقصودة منهم فهذا خطأ، كما نعرف فإن رئاسة الهيئة مهتمة بهذا الأمر، وكذلك تساعدها الجهات المسؤولة في كل منطقة، والأمر الذي قيل أن تلك الوفيات قد تكون لأسباب أخرى، ونحن نثق في هذا الجهاز أنهم لا يستعملون أموراً تؤدي إلى الوفاة، ولكن بما أن ذلك في مرحلة التحقيق فستظهر الحقائق، ونحن متأكدون مئة في المئة أن الجهات المسؤولة في الهيئة ومراجع الأفراد لا يقبلون هذا والدولة لا تقبل بهذا الأمر، ليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤدي لإيذاء الإنسان بجسده أو حياته أو معنوياته، لذلك سننتظر وسنتبين كامل الحقائق.
لكن يجب أن نستبعد تماماً أن نصم أو نصف الهيئة بهذا الأمر لأنه ليس بحقيقة، والهيئة جهاز حكومي والدولة تتابع أجهزتها، فيها رجال يقدرون المسؤولية، ومؤمنون بالله، ويعرفون واجبهم فلا يمكن أن يقبلوا هذا الأمر، وإن حدث شيء فيجب أن نحصره على (خطأ فردي) وليس جهازاً بأكمله)انتهى كلامه حفظه الله.
عباد الله:
وهذا ليس بغريب على سموه، فقد أكد على ذلك في مناسبات عديدة، ودافع عن الحسبة وغيرها من الأجهزة الأخرى، وهذا هو العدل والإنصاف الذي ينبغي أن يتصف به كل مواطن فضلاً عن كل مسؤول، وها هو الأمير نايف ينصف هذا الجهاز، فهل يعي الذين يسيئون لأنفسهم وبلادهم وقيادتهم ويقتدوا بسموه الكريم ـ زاده الله توفيقاً وهدىً وثباتاً على الحق ــ.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا وعلمائنا، وأن يرد كيد الأشرار في نحورهم، وأن يمن على رجال الحسبة بالعون والسداد في كل مكان، وأن يسدد خطاهم ويرفع درجاتهم.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً](الأحزاب)