خطبة بعنوان: (سلامة الصدر وفضل الاعتكاف) بتاريخ 16-9-1428هـ.
الخطبة الأولى :
الحمد لله القائل في كتابه:[ وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ](الشعراء:87ـ 89)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي اصطفى من عباده من طابت قلوبهم وانشرحت صدروهم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أطيب الناس قلباً وأشرحهم صدراً، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فيأيها المؤمنون والمؤمنات أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ](آل عمران:102).
اعلموا يا عباد الله:أن من عظيم فضل الله تعالى أن جعلنا مسلمين، وامتن علينا بالإيمان، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس،فله الحمد دائماً على فضله،وله الحمد دائماً على جزيل نعمه.
عباد الله: لقد ظهرت في الآونة الأخيرة صفات غير حميدة، وأخلاق غير كريمة وما ذاك إلا بسبب أمراض القلوب التي أصبح غالب الناس يعانون منها إلا من رحم الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: (..إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)(متفق عليه)، لذلك فسلامة القلب من أمراضه بشارة خير لصاحبه، وهذا داع إلى محبة الله تعالى ونيل رضوانه، وإن من أفضل ما يتصف به المؤمنون سلامة الصدر، ومعلوم لدى الجميع أن سلامة الصدر من صفات عباد الله المؤمنين الصادقين وعلى رأسهم حبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم وذلك حينما زكاه مولاه بقوله:[وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ](القلم:4)، فلم يكن في صدره صلى الله عليه وسلم غل لأحد، ولا غضب على أحد إلا ما كان لله تعالى، ومن تأمل سيرته صلى الله عليه وسلم وجد العجب العجاب من أخلاقه الكريمة وسلامة صدره لمن حول، وتأملوا موقفه صلى الله عليه وسلم حينما ضربه قومه حتى أدموه فجعل يسلت الدم ويقول: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)(رواه البخاري ومسلم)، انظروا كيف جمع في هذه الكلمات القليلة أربع من مقامات الإحسان قابل بها إساءتهم العظيمة إليه، أحدها: عفوه عنهم، وثانيها: استغفاره لهم، وثالثها: اعتذاره عنهم لربه بأنهم لا يعلمون، ورابعها: استعطافه لهم بإضافتهم إليه، فقال: (اللهم اغفر لقومي).
فإذا كان هذا حال نبينا صلى الله عليه وسلم مع المشركين، فكيف سيكون حاله مع أصحابه الأبرار الأطهار، تقول عائشة رضي الله عنها: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً ولا سخاباً في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح)(رواه الترمذي)، فالعفو والصفح دليل عظيم على سلامة صدره صلى الله عليه وسلم، وكان أيضاً صلى الله عليه وسلم ينهى عن مجرد الحديث عن أحد من أصحابه حتى لا يحمل في نفسه على أحد منهم شيئاً، فكان يقول لهم: (لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئاً، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر)(رواه أبو داود وأحمد). وما كان ذلك إلا من سلامه صدره وحسن أخلاقه، وحبه لكل خير لعباد الله تعالى، وصدق صلى الله عليه وسلم حين قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)(رواه البخاري)، فمحبة الخير للآخرين دليل على سلامة صدر صاحبه، وهذه صفة عظيمة تكون سبباً في دخول الجنة.
عباد الله:
إن سلامة الصدر أمنية يتمناها كل مسلم يريد رضا الله والجنة، فهي من أجل المطالب، ويكفينا فخراً حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه عنه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنا جلوساً مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت، قال: نعم، قال أنس: وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر، مضت الثلاث ليال وكدت أن احتقر عمله، قلت: يا عبد الله إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرار، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هو إلا ما رأيت، قال: فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق)(رواه أحمد).
الله أكبر؛ انظروا يا عباد الله لهذا العمل اليسير على من يسره الله عليه كان سبباً في جعل صاحبه من أهل الجنة وهو ما زال يعيش في الدنيا، وهذه من ثمرات سلامة الصدر التي خسرها كثير من الناس بسبب ما اعتراهم من أمراض القلوب من الغل والحسد والبغضاء والعصبية وغير ذلك مما يبغضه الله تعالى.
وانظروا عباد الله لكلام رب العالمين في أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم حينما ذكرهم بأجل الصفات، قال تعالى:[مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ..](الفتح:29)،
وقال تعالى:[وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ](الحشر:10).
إننا حينما نقلب صفحات من سير هؤلاء الأفذاذ نجد وقائع شتى وحوادث متفرقة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه برز فيها هذا الخلق العظيم حتى قال إياس بن معاوية بن قرة: (كان أفضلهم عندهم أسلمهم صدوراً وأقلهم غيبة)(مكارم الخلاق للطبراني).
وعن سفيان بن دينار قال: (قلت لأبي بشر: أخبرني عن أعمال من كان قبلنا، قال: كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً، قال: قلت: ولم ذاك؟ قال: لسلامة صدروهم).
قال ابن القيم عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ما رأيته يدعو على أحد من خصومه قط، بل كان يدعو لهم، وجئته يوماً مبشراً بموت أكبر أعدائه، واشدهم عداوة، وأذى له، فنهرني وتنكر لي واسترجع، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم وقال: إني لكم مكانه ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه، ونحو من هذا الكلام، فسروا به ودعوا له، وعظموا هذه الحال منه فرحمه الله ورضي عنه)(مدارج السالكين 2/359).
عباد الله: إن الغل والحسد من الفساد الذي يعتري القلوب، وهذا الفساد يظهر على الجوارح طالما وصل إلى القلب، ولكن على من ابتلي بهذا الداء أن يجاهد نفسه حتى يخرجه من قلبه، أو على الأقل يمنع نفسه من التعدي على أحد بسببه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)(رواه البخاري ومسلم).
قيل للحسن البصري: يا أبا سعيد هل يحسد المؤمن؟ فقال: ما أنساك بني يعقوب؟ لا أبالك حيث حسدوا يوسف، قال: نعم، ولكن عم الحسد في صدرك فإنه لا يضرك ما لم يعدُ لسانك أو تعمل به يدك)(التوبيخ والتنبيه ص102)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والمقصود أن الحسد مرض من أمراض النفس وهو مرض غالب فلا يخلص منه إلا قليل من الناس، ولهذا يقال: ما خلا جسد من حسد، ولكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه)(مجموع الفتاوى 10/124). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ](الحجرات:12). بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وعد المتقين بالجنان، ووعد الكافرين بالعذاب المهين، والصلاة والسلام على الرسول الكريم محمد بن عبد الله خير الناس خَلْقَاً وخُلُقَاً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن سلامة الصدر منة من الله لمن حرص عليها، وبذل الجهد من أجل نيلها، فلا يمكن أن يدخل الجنة إلا من كان قلبه سليماً من أمراضه، قال تعالى:[ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ](الأعراف:43).
أيها الصائمون والصائمات:
اعلموا أن سلامة الصدر مطلب عظيم لكل صادق يتمناه ويود معرفة الطريق إليه، ولهذا فإني سأذكر لكم بعض الوسائل المعينة على سلامة الصدر عسى الله أن ينفعنا بها:
أولاً: الإخلاص: فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم)(رواه أحمد، وصححه الألباني).
قال ابن الأثير تعليقاً على هذا الحديث: (إن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب، فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر)(النهاية في غريب الحديث 3/381).
ثانياً: الرضا عن الله تعالى وامتلاء قلبه بمحبته: قال ابن القيم رحمه الله: (فهذا يفتح للعبد باب السلامة، فيجعل قلبه نقياً من الغش والدغل والغل، ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم…)(الفوائد ص282).
ثالثاً: قراءة القرآن وتدبره: فالقرآن دواء لكل داء، والمحروم من لم يتداو بكتاب الله، قال تعالى: [وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين](الإسراء:82)، قال ابن القيم رحمه الله: (فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة..) إلى أن قال: (وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه، وسببه والحمية منه لمن رزقه الله فهماً في كتابه)(زاد المعاد 4/352).
رابعاً: الصدقة: فهي تطهر القلب وتزكي النفس وتجلب محبة الخلق، ولذلك قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: [خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها](التوبة:103).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة)(حسنه الألباني)، وأحق القلوب بذلك قلوبنا التي بين جنبينا.
خامساً: الدعاء: فدعاء العبد بين يدي ربه دائماً أن يجعل الله قلبه سليماً من أقوى دواعي سلامة الصدر، وكيف لا وهذا دأب الصالحين قبلنا، قال تعالى:[والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا..](الحشر:10)، وكان من دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم: (واسلل سخيمة قلبي)(رواه أبو داود).
سادساً: صوم ثلاثة أيام من كل شهر: وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بما يذهب وحر الصدر، صوم ثلاثة أيام من كل شهر)(رواه البخاري ومسلم).
ووحر الصدر هو الغل، والحكمة من ذلك والله أعلم هي أن الإنسان صاحب قوتين: قوة غضبية، وقوة شهوانية، ومن أنفع الأشياء لتسكين تلك القوتين الصوم.
سابعاً: النصيحة: وهي المبادرة إلى نصيحة إخوانك بما تراه عليهم من المنكر أو التقصير، ولا تجعل ذلك في قلبك حتى لا يحملك ذلك على سوء الظن فيمرض قلبك بذلك.
ثامناً: الهدية: فالهدية تؤلف القلوب، وتنقي سخائم الصدور، وتذهب الغل وتغني عن كثير من الكلام والاعتذار، وهي برهان على صفاء القلب ومودته، قال صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا) (حسنه الألباني).
تاسعاً: إفشاء السلام: قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)(رواه مسلم).
عاشراً: إحسان الظن بالمسلمين: قال الشافعي رحمه الله: (من أراد أن يقضي الله له بالخير فليحسن الظن بالناس)(بستان العارفين ص32).
فليحرص كل منا على سلامة صدره، حتى يجمع الله لنا سعادة الدنيا والآخرة.
عباد الله:
لقد مضى النصف الأول من رمضان، وها هو النصف الثاني منه قد بدأ، وكان من سنن النبي صلى الله عليه وسلم الاعتكاف في العشر الأواخر والتي هجرها الكثير منا، وفرط فيها الشباب والشيبان، فلماذا لا يجتهد المسلمون في هذه الأيام لينالوا فضل الله تعالى، ويكفينا نعمة من الله تعالى أن تكون هذه الأيام أيام إجازة لكثير منا، فلماذا لا نحرص فيها على صلاة التهجد التي تسعد القلوب بها، وتنشرح الصدور بلذتها، فعن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله..)(متفق عليه).
وفيها ليلة شريفة فاضلة كان يتحراها النبي صلى الله عليه وسلم ليقومها، قال صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)(متفق عليه).
فهذه الأيام المباركة تحتاج منا إلى تربية النفس على الخلوة، وكثرة الدعاء، وقراءة القرآن بتدبر، والتلذذ بمناجاة رب الأرض والسماوات وخاصة في وقت الأسحار، والتذلل بين يديه لنيل رحمته وفضله، ومن أعظم مطالبنا يا عباد الله في هذه الأيام هو عتق رقابنا من النار.
فنسأل الله العظيم أن يمن علينا بسلامة صدورنا، وقبول أعمالنا، وأن يعتق رقابنا من النار ووالدينا وجميع المسلمين.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً](الأحزاب)
الجمعة: 16-9-1428هـ