خطبة بعنوان: (كيف يستفيد المسلم من الإجازة والتذكير بفضل شعبان) بتاريخ 14-8-1432هـ.
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين جعل الوقت أثمن ما وهب للعباد، وأمرهم بحفظه والتزود فيه بالصالحات، القائل في كتابه العظيم [يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ](آل عمران:30).
وأشهد أن لا إله إلا الله المجازي بالحسنة بخير منها، والسيئة بمثلها، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله كان أحرص الناس على وقته بالازياد فيه من الطاعات، صلى الله عليه وآله وصحبه.. أما بعد:
فاتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واحذروا المعاصي فإن أقدامكم على النار لا تقوى.
عباد الله: اعلموا أن الدنيا دار ممر، والآخرة دار مستقر، من تزود فيها بالعمل الصالح وجد الأجر والثواب وحسن المئاب، ومن فرط فيها وغفل ولهى لم يجد إلا الندامة والخسران، وسوء الحساب.
ولقد حذرنا الله تعالى من الغفلة والإعراض عن الدار الآخرة، ووجه سبحانه إلى المسابقة في الخيرات، والمبادرة إلى الصالحات، قال عز وجل [وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ](آل عمران:133)، وقال [سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ..](الحديد: 21).
وقال صلى الله عليه وسلم (الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْتِ، وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ)(رواه الترمذي، وابن ماجة ، وأحمد).
وقال أيضاً (اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ)(رواه النسائي، وابن أبي شيبة، والحاكم).
عباد الله: إن الإنسان في حال دنياه يتقلب بين صحّة وسقم، وعمل وفراغ، ونصب واسْتِرْوَاح، والناظر في حال الناس اليوم يجد اختلاف مشاربهم في استغلال إجازة الصيف، فمنهم من يسافر خارج البلاد، ومنهم من يجلس في بلده التي يعيش فيها يتنقل بين حدائقها ووديانها، ومنهم من يسافر إلى أماكن أخرى داخل بلاده، يتنقل من مكان إلى مكان ومن متنزه إلى آخر، ومنهم من يستغل إجازته ليذهب إلى المسجد الحرام يتزود فيه من الإيمان والعمل الصالح، وزيارة مسجد الحبيب صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يجعل إجازته راحة واستجماماً في بيته، ولا يخرج منه إلا لزيارة الأهل والأقارب والأصحاب، ومنهم من يستغل إجازته في حفظ القرآن والحديث والمتون الشرعية.. ومنهم من يجمع بين الترويح عن النفس بالسفر إلى أماكن النزهة، وزيارة الأهل والأصحاب، وحفظ وقته في العمل الصالح، والكل يسير في خطى ثابتة، ولكن تختلف همة كل فرد عن الآخر.
عباد الله: وهناك صنف من الناس يستغل تلك الإجازة ليذهب هنا وهناك، يتقلب في معاصي الله، وكأن في قرارة نفسه أنه ما دام بعيداً عن بلده فليفعل ما يشاء، ألا يعلم هذا المسكين بأن الله تعالى يراه، وأن عمله مسجل ومكتوب ومحصى عليه حتى مثاقيل الذر، وسوف يجازيه عن كل صغيرة وكبيرة.، وصدق الله [فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه](الزلزلة: 7، 8).
وهناك صنف آخر لا يحب إلا ما يحبه الله، ولا يعمل إلا ما يرضي الله، يجد سعادته في الطاعة، وراحة قلبه في الذكر والمناجاة.
فهل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟، وهل يستوي من يسافر للطاعة والخير، ومن يسافر من أجل الوقوع في المعاصي والمنكرات؟
لا والله، لا يستويان فإن الله تعالى حكم عدل، يعطي من أحسن على إحسانه، ويجازي من أساء على تفريطه وعصيانه.
قال تعالى [أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ](الجاثية:21)
عباد الله: إن الإسلام دين شامل ومعتدل في تشريعاته، فقد أمر بإعطاء البدن حقه من الراحة ، والنفس نصيبها من الترويح والاستجمام.
قال صلى الله عليه وسلم (إن لبدنك عليك حقًّا، وإن لأهلك عليك حقًّا، وإن لِزَوْرِك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حقٍّ حقَّه)(رواه البخاري ومسلم).
وقال علي رضي الله عنه:(رَوّحوا القلوب ساعة وساعة؛ فإن القلب إذا أُكرِه عمي).
ولكن يجب ألا يخرج هذا الترويح عن دائرة المباح، لا كما يفعله بعض الناس في استغلال هذا الترويح فيما لا يرضي الله تعالى، بل ربما يتجاوز ذلك في إيذاء المسلمين في أنفسهم وأعراضهم.
عباد الله: إنّ إدخال السرور على النفس والتنفيس عنها وتجديد نشاطها من الأمور المعتبرة في الشرع، واللهو المباح في الإسلام هو ما لا يخالف قواعده ولا شريعته، فلا يكون محرّمًا أو ذريعة لمحرّم، ولا يصدّ عن واجب.
وإذا كانت الإجازة أمرًا واقعًا فإن المسلم الواعي لا ينبغي أن يغفل عن أمرين مهمّين:
الأول: أن هذه الإجازة تعتبر جزءًا من عمره، وأن عمره هو رأس ماله، فلا بد من استغلاله في كل ما يفيده في دنياه وأخراه، وهذا لا يعني أن يكون كل وقته عبادة محضة، أو لهواً مستمراً، بل المقصود من ذلك أن لا يخرج عما أمره به ربه، فهو يدور بين الواجبات والسُّنن.
الثاني: أن كلٌّ واحد منا مسؤول ومحاسَب أمام الله عن ساعات عمره فيما أمضاها، فعلى كل واحد منا أن يدرك عظمة الوقت وأهميته، وقد أقسم الله تعالى به في كتابه، فقال عز وجل [وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ](العصر).
عباد الله: إن العاقل هو الذي يتفكّر في أمره، ويرى أن تصرّم أيامه مؤذن بقرب رحيله، فيحتاط لذلك بالتزود بما ينفعه، وما الوقت إلا حياة الإنسان وعمره الذي هو أنفاس تتردّد، وآماله التي تضيع إن لم تتحدّد، ومن غفل عن تداركه تَصَرّمت أيامه وأوقاته، وعظُمَت حسراته.
لقد خاطب الله تعالى عباده المؤمنين في كتابه تحفيزاً لهم ومبشراً بما قدموه من أعمال صالحة في دنياهم بقوله [كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ](الحاقة:24).
وحذر من حاد عن الطريق المستقيم واستغنى بالدنيا عن الآخرة بقوله [ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ * ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا](غافر:75، 76).
والإنسان يمر عليه يومان يندم فيهما على ما فرط وضَيّع من أوقاته، فلا يكون له مطلب سوى طلب الإمهال:
فالأول حين يأتيه الموت فيقول: [رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ..]، فيكون الجواب من الله تعالى بـ [كَلاَّ..](المؤمنون:99ـ100).
والثاني في الآخرة حينما يدخل أهلُ النارِ النارَ: قال تعالى [وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ..]، فيكون الجواب: [..أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ] (فاطر:37).
عباد الله: إن المحافظة على الوقت واستثماره يحتاج إلى همة وعزم وقوّة إرادة، والعمر لا يعود، والفراغ لا يبقى فراغًا أبدًا، فلابد أن يُملأ بخير أو شرّ، ومن لم يشغل نفسه بالخير شغلته بضده.
قال النبي صلى الله عليه وسلم (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ) (البخاري).
عباد الله: إن الأيام هي صحائف أعمال الإنسان، وهي قليلة معدودة، وهي تمر مر السحاب، فلابد من تزويدها بمحاسن الأعمال.
وينبغي على العاقل أن يستغل فرصة الحياة، وأن يترك التَّواني والعجز.
عن سالم بن حجل أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَكَى فِي مَرَضِهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَمَا أَنِّي لَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَاكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى بُعْدِ سَفَرِي وَقِلَّةِ زَادِي، وَإِنِّي أَمْسَيْتُ فِي صُعُودٍ وَمَهْبَطَةٍ عَلَى جَنَّةٍ وَنَارٍ، وَلَا أَدْرِي إِلَى أَيِّهِمَا يُؤْخَذُ بِي.
عباد الله: إن المسلم في هذه الدنيا يتقلب بين مَخَافَتَيْن: بين أَجَلٍ قد مضى لا يدري ما الله صانعٌ فيه، وأجلٍ قد بقي لا يدري ما الله قاضٍ فيه.
فلينظر كل واحد منا إلى ما قدم، وليحرص كل واحد منا على ما يكون له زاداً بين يدي ربه، فوالله ثم والله إن الجنة غالية الثمن، وتحتاج إلى علم وعمل، فمن علم عمل، ومن جهل فرط، وأكثر الذين يفرطون في طاعة الله ويقعون في معاصي الله هم الجاهلون بعظمة الله تعالى وأمر دينه.
قال صلى الله عليه وسلم (مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الجَنَّةُ)(الترمذي).
فليأخذ كل منا من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن فراغه قبل شُغله، ومن صحته قبل سقمه، ومن شبابه قبل هرمه، ومن حياته قبل موته.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم [وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ](البقرة:281).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، فاستغفروا الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الكريم المنان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله صحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن خير الزاد التقوى.
عباد الله: إن لله في دهره نفحات، وأياماً مباركات، من أحسن استغلالها حصل على جزيل الثواب، وأعلى الدرجات.
وقد غفل كثير من الناس عن فضل شهر شعبان، روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لاَ يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لاَ يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ). وعنها رضي الله عنها قالت: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ (رواه البخاري).
وعن أسامة بن زيد قَال: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُكَ تَصُومُ فِي شَعْبَانَ صَوْمًا لا تَصُومُهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الشُّهُورِ إِلا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، قَالَ: (ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَشَهْرِ رَمَضَانَ تُرْفَعُ فِيهِ أَعْمَالُ النَّاسِ، فَأُحِبُّ أَنْ لا يُرْفَعَ عَمَلِي إِلا وَأَنَا صَائِمٌ).
فاحرصوا بارك الله فيكم على استغلال هذا الشهر الفضيل، فالأيام تمر، والعمر ينقضي، وكل حسنة يكسبها العبد تكون سبيله إلى رضا الله تعالى وجنته ورضوانه.
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يبارك لنا في أعمارنا وأعمالنا، وأن يعيننا على كل عمل يرضيه عنا.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً](الأحزاب:56).
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين.
اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.
اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، ويسر لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
الجمعة: 14-8-1432هـ