خطبة بعنوان: (محاسبة النفس مع بداية العام) بتاريخ 9-1-1434 هـ
الخطبة الأولى:
الحمد لله {الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً} (الفرقان:62)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل الدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله القائل في سنته (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله ومحاسبة أنفسكم، فإن محاسبة النفس طريق لاستقامتها، وكمالها، وفلاحها، وسعادتها، يقول الله جل وعلا:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(الحشر:18).
فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب، ونظر إلى ما ادّخره لنفسه من الأعمال الصالحة كًتبت له النجاة يوم القيامة. وأما من ترك محاسبة نفسه، وأهمل النظر فيما يدخره ليوم معاده كتب عليه الخسران والهلاك يوم القيامة. قال الله جل وعلا:{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}(الشمس:7ــ10). فمن زكى نفسه وأصلحها وحملها على طاعة الله عز وجل أفلح ونجح، ومَن دَسَّاهَا فأهلكها وأضلها وحملها على المعصية خَابَ وخسر.
وها هو رسولنا صلى الله عليه وسلم ينصح أمته من بعده بمحاسبة النفس وإدانتها ومجاهدتها في عمل الصالحات، فعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْتِ، وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ}(رواه الإمام أحمد والترمذي).
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيّنوا للعرض الأكبر{يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ}(الحاقة:18)، وعن الحسن رحمه الله قال: “المؤمن قوّام على نفسه يحاسب نفسه لله، وإنما خفّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة”.
وقال وهب رحمه الله: “مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل، أن لا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوته الذين يخبرونه بعيوبه ويَصْدُقُونه عن نفسه، وساعة يتخلى فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل، فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب”.
وقال ميمون بن مهران رحمه الله: “لا يكون العبد تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوّان إن لم تحاسبه ذهب بما لك”. فمن علم أنه مناقش في الحساب عن مثاقيل الذرّ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فهو أحوج ما يكون إلى الحسنات، وغفران السيئات، وهنا يعلم أنه لا ينجيه من هذه الأخطار إلا اعتماده على الله، ومعونته على محاسبة نفسه ومراقبتها ومطالبتها في الأنفاس والحركات، ومحاسبتها في الخطرات واللحظات، فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خفّ في القيامة حسابه وحضر عند السؤال جوابه وحسن متقلبه ومآبه.
والذين تركوا محاسبةَ نفوسِهم سيتحسرون في وقتٍ لا ينفعُ فيه التحسر، يقول الله جل وعلا:{أنْ تَقولَ نَفسٌ يا حَسْرتى عَلى ما فَرطتُ في جَنْبِ اللهِ وإنْ كُنْتُ لَمِنَ الساخِرين}(الزمر:56).
عباد الله: إن تركِ محاسبة النفس يودي بالعبد إلى الهلاك لأنه يفتح باباً للشيطان ليتسلط عليه ويدفعه إلى التسويف والمعصية ويزينَ له الباطل، ويثبطّه عن العَملِ
الصالح ويصدّه عنه. وبتركِ محاسبتها تتمكن الغفلةُ من القلوب، فلا ترى إلا حب الدنيا والتعلق بها، ونسيان الآخرة وترك العمل لها.
وبترك محاسبة النفس يكْسُل العبد عن العمل، فيضيّع حقوق ربه وحقوق الناس، وتمر أيام عمره هباءً منثورا، لأنه عمرها بما لا ينفعه كما نرى في غالب أحوال الناس اليوم.
ولقد نبَّه الله عباده إلى النظر بعين البصيرة لما بعد الموت، وأن ما يقدمه العبد لنفسه في هذه الدنيا يجده عند الله في الدار الآخرة، يقول الله جل وعلا:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(الحشر: ).
فكل ما يدخره العبد لنفسِه من الأعمالِ الصالحةِ ليومِ معادِه وعرضِه على الله سوف ينفعه في هذا الموقف الرهيب الذي يعتري جميع الخلق. فعلى المؤمنُ أن يكونَ محاسباً لنفسهِ، مهتماً بها، لائماً لها على تقصيرِها، ومن تأملَ أحوالَ السلف رحمهم الله وجدَهم في غايةِ العملِ معَ غايةِ الخوف، ونحن غفر الله لنا جمعنا بين التفريطِ والأمن.
عباد الله: ومن فوائد محاسبة النفس ما يلي :
1ــ معرفةُ حقُ اللهِ تعالى وأوامره ونواهيه، لأنه أصلَ من أصول محاسبةُ النفس، ومن علم حق الله عليه لم يفرط فيه.
2ــ مراقبة الله والزهد في الدنيا والاجتهادُ في الطاعةِ وترُكُ المعصية، وردُ الحقوقِ إلى أهلِـها، والاجتهاد في تصحيحِ ما فات .
3ــ الإطلاعُ على عيوبِ النفس، ومجاهدتُها ومعالجتُها وإزالتُها، والتوبةُ والندمُ وتداركُ ما فات في زمنِ الإمكان، فالذي يكثر من التوبة والندم تغفر ذنوبه ويخف عليه الحساب يوم العرض على الله، قال تعالى:{إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ
اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}(الفرقان:70) .
4ــ وأيضاً الزهد في الدنيا،ومقتُ النفس، وتخلصيها من الكبرِ والعُجْب والغرور.
5ــ تحقيق سعادة الدارين ونيل رضا الله تعالى ومحبته.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، { قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنْ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ}(الزمر: 53ــ58) . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله: وأعلموا أن من الأسباب المعينة على محاسبةِ النفسِ، ما يلي :
1.ـ أن من اجتهد في محاسبةِ نفسهِ اليوم استراح غداً ومن أهملها اشتدَّ عليهِ الحسابُ غداً.
2.ـ أن محاسبة النفس اليوم طريق لسُكْنى الجنان، والنظرُ إلى وجهِ الرحمن، وأما تركها تتضمخ في المعاصي فيؤدي إلى الخسران والهلاكِ ودخولِ النيران.
3.ـ مصاحبة الأخيار الذينَ يُحاسبونَ أنفسَهُم، ويُطلِعونَك على عيوبِ نفسِكَ، وتركُ من سواهم.
4.ـ قراءة سير وأخبارِ أهل المراقبة والمحاسبةِ من السلفِ الصالح وغيرهم من السابقين ليعينك ذلك على سلوك دربهم.
5.ـ حضورُ مجالس العلمِ والذكر فإنها تدعو لمحاسبة النفس وتذكر به.
6.ـ زيارةُ القبورِ والنظرُ في أحوالِ الموتى والاتعاظ بهم كي تتدارك أيام عمرك بالإكثار من العمل الصالح الذي ينفعك في قبرك، ونحن في كل يوم نودع غالياً، فأين القلوب الحيَّة المتعظة.
7. الابتعادُ عن أماكن اللهوِ والغفلة فإنها تُنسي محاسبةَ النفس .
8. الإلحاح على اللهِ بأن يجعلك من أهلِ المحاسبة وأن يعينك على ذلك، وأن يوفقك للعمل الصالح ويبعدك عن المعاصي ومجالسة أهلها .
عباد الله: ومن فضل الله علينا أن بلغنا هذا الشهر الكريم شهر الله المحرم الذي يستحب فيه الإكثار من صيام أيامه، فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ)(رواه مسلم). ويسن صيام يوم عاشوراء لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم صامه وحث على صيامه شكراً لله عز وجل وتأسياً بنـبي الله موسى، ولما يترتب عليه من الأجر والثواب، قال صلى الله عليه وسلم :(صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) (رواه مسلم).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ)(رواه البخاري). وهذا من فضل الله على أمة الإسلام أن أعطاها بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة ــ فلله الحمد والمنّة ــ. والأفضل أن يصام قبله يوم أو بعده يوم لقول صلى الله عليه وسلم في آخر حياته بعد أن أُمر بمخالفة اليهود:(لَئِنْ بقيت إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ)(رواه مسلم)، وقوله صلى الله عليه وسلم :(صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده)(رواه أحمد).
وعلى ذلك فمن أراد أن يصوم التاسع والعاشر فعليه أن يصوم يومي الجمعة والسبت، ومن أراد أن يصوم العاشر والحادي عشر فليصم السبت والأحد، ومن أراد أن يصوم يوماً واحداً فعليه أن يصوم يوم السبت، ومن أراد أن يصوم ثلاثة أيام فليصم الجمعة والسبت والأحد. وكل ذلك جائز ولله الحمد. علماً أنه إذا صام ثلاثة أيام ونواها ثلاثة من الشهر كفته عن صيام أيام البيض، وإن صام معها أيام البيض فهو على خير إن شاء الله. أسأل الله جل وعلا أن يعيننا وإياكم على طاعته، وأن يتقبل منا ومنكم، وأن يجعل خير أعمارنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقى الله جل وعلا. هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً] (الأحزاب:٥٦). اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك وخليلك نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك أن تحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين وعبث العابثين، وأن تمن علينا وعلى المسلمين بعز الإسلام ونصر المسلمين. اللهم فرج عن إخواننا المسلمين في كل مكان، وارفع عنهم الظلم عاجلاً غير آجل، وفرج عنهم ما هم فيه من الضيق والهم والغم، اللهم عليك بمن ظلمهم، اللهم أطبق عليهم قبضتك وبطشك، ورجزك وعذابك، اللهم عليك بالظالمين المعتدين على بلاد المسلمين، فإنهم قد بغوا وطغوا، وأكثروا في الأرض الفساد، اللهم صُبَّ عليهم سوط عذابك، اللهم خالف بين رأيهم وكلمتهم، اللهم شتت شملهم، وفرق صفهم، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، وعجل بوعدك ونصرك المبين، فإننا على ثقة ويقين، اللهم انصر دينك وكتابك وعبادك الصالحين.
اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، ويسر لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم وفقهم لكل خير، ويسره لهم يا أرحم الراحمين. اللهم ارفع عنا الغلا والوبا، والربا والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}(البقرة).
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثا مغيثا، سحا طبقاً، عاجلاً غير آجل، تسقي به البلاد وتنفع به العباد، وتجعله زاداً للحاضر والباد.
عباد الله:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(النحل:90). فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
الجمعة: 9-1-1434 هـ