وقفات في فصل الشتاء – خطبة الجمعة 14-7-1445هـ
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي بَيَّنَ لَنَا السُّبُلَ، وَشَرَّفَنَا بَخَيْرِ الرُّسُلِ، وَرَفَعَنَا بِالْقُرْآَنِ إِلَى أَعْلَى المُثُلِ سُبْحَانَهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ، يُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ، وَيُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ، (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ) النور: [44]. وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، عَمَّ جُودُهُ أَهْلَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، خَتَمَ بِهِ الرِّسَالاتِ، صَلَّى اللهُ عليْهِ وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ ومن والاهُ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَا كثيرًا إلى يومِ الدِّينِ أمَّــا بَعْـدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، فمن اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) الطلاق: [2-3].
أيُّهَا المؤمنونَ: إنَّ اختلافَ اللَّيْلِ والنَّهَارِ، وتَعَاقُبَ الأَزْمَانِ، وَانْقِضَاءَ الأَعْمَارِ، آيَةٌ مِنْ آَيَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهِيَ حُجَّةٌ دَامِغَةٌ، وَحِكْمَةٌ بَالِغَةٌ؛ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ، يَفْطِنُ لَهَا أُولُو النُّهَى وَالأَبْصَارِ وَيَغْفَلُ عَنْهَا أَهْلُ الْخُسْرَانِ وَالْبَوَارِ قال اللهُ (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ) آل عمران: [190].
عِبَادَ اللهِ: وفِي هَذِه الأَيَّامِ الَّتِي يَشْتَدُّ فِيهَا الْبَرْدُ، وَيَحْتَدُّ مَعَهُ الرِّيحُ والصِّرُّ، فُرْصَةٌ عَظِيمَةٌ؛ لإِحْيَاءِ الْقُلُوبِ بِالآَيَاتِ الْكَوْنِيَّةِ، وَالمَوَاعِظِ المَرْئِيَّةِ، وَالتَّذْكِيرِ بِأَيَّامِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَآلائِهِ عَلَى خَلْقِهِ، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ في شِدَّةِ البردِ مُدَّكَرًا، وفي تَقَلُّبَاتِ الجوِّ عِبَرًا، ومِنَ المواعِظِ والآياتِ التي يَحْسُنُ التذكيرُ بهَا في فصلِ الشِّتَاءِ مَا يلي:
أولًا: كَمَا أَنَّ الشِّتَاءَ آَيَةٌ فِي الْكَوْنِ، فَإِنَّ الْقَلْبَ آَيَةٌ فِي النَّفْسِ، قَالَ تَعَالَى: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) الذاريات: [21] وَكَمَا أَنَّ الأَجْوَاءَ تَتَغَيَّرُ بَيْنَ بَارِدٍ وَحَارٍ، وَلَيْلٍ وَنَهَارٍ، فَإِنَّ الْقُلُوبَ تَتَقَلَّبُ بَيْنَ ثَبَاتٍ وَانْكِسَارٍ، وَإِقْبَالٍ وَإِدْبَارٍ، وَإِذَا كَانَ المَرْءُ يَحْتَاطُ لِبَدَنِهِ مِنْ بَرْدِ الشِّتَاءِ بِالمَدَافِئِ وَالْفُرُشِ، فَالْوَاجِب عَلَيْهِ كَذَلِكَ أَنْ يَحْتَاطَ لِقَلْبِهِ، فَيَرُدُّهُ إِذَا أَبَقَ، وَيَجْبُرُهُ إِذَا انْصَدَعَ، وَيَمْلَؤُهُ إِذَا فَرَغَ، وَيُبْعِدُهُ عَنْ أَسْبَابِ الْوَهَنِ وَالتَّلَفِ، يَغْمُرُهُ بِدِفْءِ الطَّاعَةِ وَنَعِيمِهَا، وَيُجَنِّبُهُ صِرَّ المَعْصِيَةِ وَزَمْهَرِيرَهَا.
ثانيًا: إنَّ الصَّوَاعِقَ وَالْبَرْقَ، وَالرِّيحَ وَالْبَرْدَ، جُنُودٌ كَوْنِيَّةٌ يُرْسِلُهَا اللهُ عزَّ وجلَّ، فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ، وَيَصْرِفُهَا عَمَّنْ يَشَاءُ، يَرْحَمُ بِهَا أَقْوَامًا، فَيَعْقُبُهَا أَمْطَارٌ وَخَيْرَاتٌ، وَيُهْلِكُ بِهَا أَقْوَامًا، فَيَعْقُبُهَا حَسَرَاتٌ وَوَيْلاتٌ، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: ( كَانَ النبيُّ ﷺ إذا رَأى غَيْمًا أَوْ رِيحًا، عُرِفَ ذلكَ في وَجْهِهِ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، أَرى النّاسَ إذا رأَوْا الغَيْمَ فَرِحُوا، رَجاءَ أَنْ يَكونَ فيه المَطَرُ، وَأَراكَ إذا رَأَيْتَهُ، عَرَفْتُ في وَجْهِكَ الكَراهيةَ؟ قالَتْ: فَقالَ: يا عائِشَةُ: ما يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكونَ فيه عَذابٌ، قدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بالرِّيحِ، وَقَدْ رَأى قَوْمٌ العَذابَ فَقالوا: (هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنا) أخرجه مسلم (899).
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَالْوَاجِبُ عَلَى المسْلِمِ تِجَاهَ هَذِه الآيَاتِ الْكَوْنِيَّةِ، صِدْقُ اللُّجُوءِ إلَى اللهِ عزَّ وجلَّ، والْخَوْفُ مِنْ مَكْرِ اللهِ سُبْحَانَهُ، قَالَ تَعَالَى: (ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ) الزمر: [16].
ثالثًا: وَمَا يَجِدُهُ النَّاسُ مِنَ الْبرْدِ الْقَارِسِ في الشِّتَاءِ، تَذْكِيرٌ بِزَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ ﷺ: (اشْتَكَتِ النّارُ إلى رَبِّها فَقالَتْ: رَبِّ أكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فأذِنَ لَها بنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشِّتاءِ ونَفَسٍ في الصَّيْفِ، فأشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وأَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ) أخرجه البخاري (3260) واللفظ له، ومسلم (617) فَإِذَا كَانَ المَرْءُ يَحْتَاطُ لِبَدَنِهِ مِنْ شِدَّةِ الْبرْدِ بِمَا أَفَاءَ اللهُ بِهِ عَلَيْهِ مِنَ المدَافِئِ وَالمشَالِحِ، فَهَلا احْتَاطَ لِنَفْسِهِ مِنْ بَرْدِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ تَعَالَى: (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) آل عمران: [131].
رَابِعًا: الشِّتَاءُ تذكيرٌ بِنِعَمِ اللهِ عزَّ وجلَّ الغَامِرَةِ، وآلائِهِ السَّابِغَةِ، الَّتِي نَتَفَيَّؤُ ظِلالَهَا، فَقَدْ مَنّ اللهُ علينَا بالأمْنِ في الأوطانِ، بُيُوتٌ هادئةٌ، وفُرُشٌ دافئَةٌ، وإذَا رُمْتَ مَعْرِفَة قَدْرَ هذهِ النِّعَمِ، فَارْمِ بِبَصَرِكَ مَنْ يَقْطُنُونَ المخَيَّمَاتِ، وَالمُشَرَّدِينَ في الشَّوَارِعِ والطُّرُقَات، فَاحْمَدُوا اللهَ عَلَى مَا آَتَاكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا هَدَاكُمْ، ومِنْ شُكْرِ هَذِهِ النِّعْمَةِ مُوَاسَاةُ مَنْ آَذَاهُم الْبَرْدُ، وأعْيَاهم الصَّقِيعُ، وأقَضَّ مَضَاجِعَهُم الصِرُّ.
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ) النحل:[80].
بَارَكَ اللهُ لَي ولكم فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الْآَيَاتِ وَالْحِكْمَةِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَة:
الْحَمْدُ للهِ ربِّ الْعَالمِينَ، أَحْمَدُهُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ الذَّاكِرِينَ، وَأَشْهَدُ أَلّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ خاتمُ المرْسَلِينَ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أجمعين، أمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ: واعْلَمُوا أَنَّ الشِّتَاءَ بُسْتَانُ الْعَابِدِينَ، وَغَنِيمَةُ المؤْمِنِينَ، قَالَ ﷺ: (الصَّومُ في الشِّتاءِ الغَنيمةُ الباردةُ) أخرجه الترمذي (797) وحسنه الألباني وكانَ السَّلَفُ يَرَوْنَ الشِّتَاءَ بُسْتَانًا لِلطَّاعَاتِ، ومَوْسمًِا للاسْتِكْثَارِ مِنَ الْعِبَادَاتِ، طَالَ ليلُهُ للقيامِ وقَصُرَ نَهَارُه للصّيامِ والمغبونُ من اتَّخَذَ مِنْ ليلِ الشِّتَاءِ مَرْتعًا للدِّفْء والنَّوْمِ، واللهوِ والعبثِ.
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: أَعِدُّوا لِلْبَرْدِ عُدَّتَهُ، وَاحْذَرُوا شِدَّتَهُ وَوَطْأَتَهُ، فَقَدْ كَانَ عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه إذَا دخلَ الشِّتَاءُ تَعَاهَدَ رَعِيَّتَهُ وَوَعَظَهُمْ بقولِهِ: (إِنَّ الشِّتَاءَ قَدْ حَضَرَ وَهُوَ عَدُوٌّ، فَتَأَهَّبُوا لَهُ أُهْبَتَه مِنَ الصُّوفِ والخِفَافِ والجَوَارِبِ واتَّخِذُوا الصُّوفَ شَعَارًا وَدِثَارًا، فَإِنَّ البَرْدَ عَدُوٌّ، سَرِيعٌ دُخُولُهُ، بَعِيدُ خُرُوجُهُ) لطائف المعارف (ص330).
عِبَادَ اللهِ: وفِي فَصْلِ الشِّتَاءِ تَكْثُرُ أمراضُ الزكامِ، والحُمَّى وآلامِ الْعِظَام، ويتأَذَّى مِنْ ذلك خَلْقٌ كثيرونَ، والموَفَّقُ مَنْ يُوقنُ بالمِنَحِ والعَطَايَا المتَرتِّبَة على هذهِ الأمراضِ مَتَى واجهَهَا بالصَّبْرِ، واحْتِسَبِ فيهَا الأجرَ، ففي الحديثِ: دِخِلِ رَسولُ اللهِ ﷺ علَى أُمِّ السَّائِبِ -أَوْ أُمِّ المُسَيِّبِ- فَقالَ: ما لَكِ يا أُمَّ السَّائِبِ -أَوْ يا أُمَّ المُسَيِّبِ- تُزَفْزِفِينَ؟ قالَتِ: الحُمَّى، لا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا، فَقالَ ﷺ: لا تَسُبِّي الحُمَّى؛ فإنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ، كما يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ) أخرجه مسلم (2575).
اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِتَدَبُّرِ آَيَاتِكَ، وَشُكْرِ نِعَمِكَ وَآلائِكَ، واجْعَلْ الشِّتَاءَ عَلَيْنَا دِفْئًا وَسَلامًا.
اللَّهمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمشْرِكِينَ، وانْصُرْ عِبَادَكَ الموَحِّدِينَ.
اللَّهُمَّ انْصُرْ المسْلِمِينَ المستضعفينَ في كُلِّ مُكَانٍ، اللَّهُمَّ انْصَرْ إِخْوَانَنَا المسْلِمِينَ في فلسْطِين، اللَّهُمَّ كُنْ لَهُمْ مُعِينًا وَنَصِيرًا وَمُؤَيٍّدًا وَظَهِيرًا، اللَّهُمَّ اجْبُرْ كَسْرَهُمْ، وَتَوَلَّ أَمْرَهُمْ، وَسَدِّدْ رَمْيَهُمْ، وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا، وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا.
اَللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَاجْعَلْ بِلادَنَا أَمْنًا أَمَانًا، سَخَاءً رَخَاءً، وَسَائِرَ بِلادِ المسْلِمِينَ.
اللَّهُمَّ وَفِّق وَلِيَّ أَمْرِنَا خادمَ الحرمينِ الشَّرِيفَيْنِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ كُنْ لَهُ مُعِينًا وَنَصِيرًا وَمُؤَيِّدًا وَظَهِيرًا، وارْزُقْهُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ الَّتِي تَدُلُّهُ عَلَى الْخَيرِ وَتُعِينُهُ عَلَيْهِ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ عَهْدِهِ، وَأَعِنْهُ، وَسَدِّدْهُ، وَاكْفِهِ شَرَّ الأَشْرَارِ، وَاجْعَلْهُ مُبَارَكًا أَيْنَمَا كَانَ. اللهمَّ ارْبِطْ على قلوبِ رجالِ الأمنِ في ثُغُورِ بِلَادِنا وغَيْرِهَا، الذين يُدَافِعُونَ عن الدِّينِ والمقدساتِ والأعراضِ والأموالِ، واحفظهمْ مِنْ بينِ أيْدِيهِمِ ومِنْ خَلْفِهِمِ، وعَنْ أَيْمَانِهِمْ وعَنْ شَمَائِلِهِمْ، وَمِنْ فَوْقِهِمْ، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ يُغْتَالُوا مِنْ تَحْتِهِمْ. اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ، وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ في الجناتِ واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا وجِيرَانَنَا ومشايخَنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ. وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ الجمعة 1445/7/14هـ