شهر الله المحرم .. فضله ومايشرع فيه – خطبة الجمعة 6-1-1446هـ
الحمدُ للهِ ذِي العِزَّةِ والْجَلالِ، المحْمُود بكلِّ لِسَانٍ، وعَلَى كُلِّ حَالٍ، بِلُطْفِهِ تُدْرَكُ الآمالُ وإلَيْهِ المرجِعُ والمآلُ، أَحْمَدُهُ سبحانَهُ حَمْدًا كثيرًا، وأَشْكُرُهُ على نِعَمِهِ بُكْرَةً وَأصيلًا، وَأَشْهَدُ ألّا إِلَهَ إِلّا اللهُ، وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورسُولُهُ، أَرْسَلَهُ ربُّهُ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، صَلَّى اللهُ عليْهِ وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إلى يومِ الدينِ أمَّــا بَعْـدُ: فاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ واعْلَمُوا أنّ في تَقْوَاهُ النَّجَاةَ، قَالَ تَعَالَى: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) الزمر: [61].
أيُّهَا المؤمنُونَ: انْظُرُوا إِلى آَثَارِ رَحْمَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، لا يَنْقَضِي مَوْسِمٌ للخيرِ، إلا ويَتْلُوهُ مَوْسِمٌ آخرُ، آلاءُ اللهِ تَتَوَالَى، ونِعَمُهُ تَتَتَابَعُ عَلَى خَلْقِهِ، بِالأَمْسِ القريبِ أَفَلَتْ شمسُ عامٍ هجريٍّ، بانقضاءِ شهرِ ذيِ الحِجَّة؛ لتتجدَّدَ النفحاتُ الإيمانيةُ، وتُشْرِقَ الهِبَاتُ الرّبانيةُ بِشَهْرِ اللهِ المحَرّمِ أحدِ الأشهرِ الحُرمِ؛ قالَ تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) التوبة:[36]
عِبَادَ اللهِ: الأشْهُرُ الحُرُمُ تطبيقٌ عمليٌ لرسالةِ الإسلامِ في التسامحِ والحِلْمِ، ونبذِ العنفِ وتحقيقِ السِّلْمِ، ومِنْ ذَلِكَ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ حَرَّمَ ابْتِدَاءَ الْقِتَالِ في الأشْهُرِ الحُرُمِ بِقَوْلِهِ: (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) البقرة: [194].
أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: وشهرُ اللهِ المحَرَّمُ هو أَحَدُ الأشْهُرِ الحُرُمِ، وغُرَّةُ شُهُورِ السَّنَةِ الْهِجْرِيَّةِ أُضِيفَ إلَى اللهِ إِضَافَةَ تَخْصِيصٍ وتعظيمٍ؛ لأنَّهُ سبْحَانَهُ لا يُضِيفُ إليهِ إلا خَوَاصَّ مَخْلُوقَاتِهِ، وَلَمْ يَصِحّ إِضَافَة شَهْر مِنْ الشُّهُور إِلَى اللَّه تَعَالَى إِلَّا شَهْر اللَّه الْمُحَرَّم.
عِبَادَ اللهِ: ومِنَ العباداتِ المشروعةِ في شهرِ اللهِ المُحَرَّمِ، الإكثارُ مِنْ نَافلةِ الصِّيَامِ فقدْ سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ: أَيُّ الصَّلاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضانَ؟ فَقالَ: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضانَ، صِيامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ) أخرجه مسلم (1163).
أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: ويُسَنُّ للمسلمِ صيامَ عاشوراء؛ لما جاءَ في الصَّحِيحَيْنِ أنّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَدِمَ المَدِينَةَ فَوَجَدَ اليَهُودَ صِيامًا يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ لهمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ما هذا اليَوْمُ الذي تَصُومُونَهُ؟ فَقالوا: هذا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أنْجى اللهُ فيه مُوسى وقَوْمَهُ، وغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وقَوْمَهُ، فَصامَهُ مُوسى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: فَنَحْنُ أحَقُّ وأَوْلى بمُوسى مِنكُم فَصامَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ وأَمَرَ بصِيامِهِ) أخرجه البخاري (2004) ومسلم (1130).
عِبَادَ اللهِ: ويُسَنُّ للمسلمِ كذلِكَ أنْ يَتَحَرَّى ويَتَحَيَّنَ صِيَامَ هذا الْيَوْم؛ لِقَوْلِ ابنِ عباسٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: (ما رَأَيْتُ النبيَّ ﷺ يَتَحَرّى صِيامَ يَومٍ فَضَّلَهُ على غيرِهِ إلّا هذا اليَومَ يَومَ عاشُوراءَ، وهذا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضانَ) أخرجه البخاري (2006).
أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: ومِمَّا صحَّ في فَضْلِ صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، قولُ النَّبِيِّ ﷺ: (وَصِيامُ يَومِ عاشُوراءَ، أَحْتَسِبُ على اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ) أخرجه مسلم برقم (1162) وَلمُخَالَفَةِ الْيَهُودِ والمُشْرِكِينَ في صِيَامِهِم لهذا اليومِ قَالَ ﷺ: (فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ-إنْ شَاءَ اللَّهُ-صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ، فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ ﷺ) أخرجه مسلم (1134).
عِبَادَ اللهِ: وفِي هذا العام 1446هـ سيكونُ يومُ عاشوراءَ هو يومُ الثلاثاءِ القَادِمِ، واليوم التاسِع هو يومُ الاثنينِ، فمنْ صَامَ يومينِ فليَصُمْ التَّاسِعَ والعَاشِرَ، أو العَاشِرَ والْحَادِي عَشَر، ومنْ صَامَ ثَلاثَةَ أيَّامٍ فَلْيَصُمْ يَوْمًا قَبْلَ التَّاسِع أوْ يَوْمًا بَعْدَ الْعَاشِرِ، ومن أراد صيام يوم واحد فقط، فليصم الثلاثاء، وكُلُّ ذَلِكَ خَيْرٌ إِنْ شَاءَ اللهُ، وكَانَ ابنُ شِهَابٍ يتحرَّى يومِ عاشوراءَ، ويصومُهُ حتّى في سفرِهِ ويقولُ: (إِنَّ رَمَضَانَ لَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، وَعَاشُورَاءُ يَفُوتُ) التمهيد لابن عبد البر (7/215).
عِبَادَ اللهِ: ومن كانَ عليهِ قَضَاءُ أيَّامٍ مِنْ رَمَضَان، فَالأَوْلَى أنْ يُبَادِرَ بِالْقَضَاءِ قَبْلَ صِيَامِ التَّطَوُّعِ، وإنْ صامَ يومَ عاشورَاءَ تطوعًا، وأخر القضاء فلا بأس؛ لأنهُ صومٌ معينٌ يفوتُ بفواتِ وقتِهِ، كمَا لا يُشْرَعُ قضاءُ يومِ عاشوراءَ لمنْ فاتَهُ صِيَامُهُ.
أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: إنَّ يومَ عاشوراء يومٌ عظيمٌ نجَّى اللهُ فيهِ موسَى ومَنْ مَعَهُ مِنَ المؤْمِنِينَ مِنْ بَطْشِ فِرْعَوْنَ الَّذِي كَانَ عَالِيًا مِنَ المسْرِفِينَ، بِمُعْجِزَةٍ مَرْئِيَّةٍ مَحْسُوسَةٍ، فَانْفَلَقَ الْبَحْرُ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ. أَعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) يونس: [90-92]. بَارَكَ اللهُ لي ولكم فِي الْوَحْيَيْنِ، وَنَفَعَنَي وَإِيَّاكُم بِهَدْيِ خَيْرِ الثَّقَلَيْنِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، وتوبوا إليه، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وأَشْهَدُ ألا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الدَّاعِي إلى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا أمَّا بــــــعــــــــــدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ: واعْلَمُوا أنَّ التَّذْكِيرَ بِيَوْمِ عَاشُورَاء مَأْمُورٌ بِهِ شَرْعًا، قَالَ تَعَالَى: (وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ) إبراهيم: [5] وفي التَّذْكِيرِ بِتلْكَ النِّعَم، شُكْرٌ للهِ عزَّ وجلَّ، واستِقَاءٌ للدُّرُوسِ والْعِبَرِ، وتثبيتٌ للمؤْمِنِينَ، وتأكيدٌ على أنَّ النِّعْمَةَ حَالَ تَجَدُّدِهَا أو التَّذْكِيرِ بِهَا؛ إِنَّمَا تُقَابَلُ بِالشُّكْرِ، ولِذَا صَامَ مُوسَى عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ هذا الْيَوْمَ شُكْرًا للهِ تَعَالى، وَصَامَهُ النَّبِيُّ ﷺ وأمرَ بصيامِهِ، فيكون شُكْرُ النِّعْمَِة بالتَّقَرُّبِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بِنَوَافِلِ الطَّاعَاتِ، وليْسَ بِاقْتِرَافِ المنْكَرَاتِ، والتَّلَبّسِ بالبِدَعِ والمحْدَثَاتِ.
أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: ويومُ عَاشُورَاءَ تَذْكِيرٌ بِأَهَمِّيَةِ الإيمانِ باللهِ عزَّ وجلَّ في تحقيقِ النَّصْرِ، يَظْهَرُ هذا المعْنَى في مَقُولَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) فَأَجَابَهُمْ مُوسَى بِقَوْلِهِ: (كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) الشعراء: [62] فكانَ صِدْقُ التَّوَكُّلِ واليَقِين سبيلًا للنصرِ المُبِين.
عِبَادَ اللهِ: إنَّ الْعَامَ الْجَدِيدَ صفحةٌ بيضاءُ تسجِّلًونَ فيهَا أَعْمَالَكُمْ، فَاسْتَقْبِلُوهُ بِعَزَائِمَ قَوِيَّة، ونَوَايَا صَادِقَة، واعلمُوا أنَّ كلَّ عملٍ تعملونَه صغيرًا أو كبيرًا، قليلاً أو كثيرًا سيحفظُ عليكمْ، حتَى مثاقيلَ الذَّرِ، واحرِصُوا على حُسْنِ التَّخْطِيطِ، واسْتِثْمَارِ الأَعْمَارِ، ولا تَسْتَبْطِؤُوا الأَيَّامَ، فَكُلُّ آتٍ قريب، ومَا تُوعَدُون آتٍ، فَاحْذَرُوا الْفَوَات، وجِدُّوا في مَيَادِينِ السِّبَاقِ، قالَ تعالَى: (فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ) الأنبياء:[94].
أسْأَلُ اللهَ عزَّ وجلَّ أَنْ يرزقَنَا بركة العمر، وصَلاحَ الْعَمَلِ، وأنْ يُوفّقَنَا لعَمَلٍ صَالِحٍ يقبضنَا عليهِ، وأنْ يُجَنَّبنَا الغفلةَ، وطول الأملِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمشْرِكِينَ، وانْصُرْ عِبَادَكَ الموَحِّدِينَ.
اللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللهم وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَينِ الشَّرِيفَيْنِ سلمانَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَأَلْبِسْهُ لِبَاسَ الْعَافِيَةِ اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ لِهُدَاكَ وَاجْعَلْ عَمَلَهُ فِي رِضَاكَ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ عَهْدِهِ، وَاحْفَظْهُ، واجْعَلْهُ مُبَارَكًا في عمره وعمله.اللَّهُمَّ احْفَظْ رجالَ الأمنِ، والمُرَابِطِينَ على الثغور
اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ، واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وأُمَّهَاتِهِم، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا، وأزواجًنا، وجيرانَنَا، وَمَشَايِخنَا، ومَنْ لهُ حقٌّ علينَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
الجمعة 6/ 1/ 1445هـ