تربية الأبناء في الإسلام – خطبة الجمعة 5- 2- 1446هـ
الحمدُ للهِ العزيزِ الغفورِ، يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ، ويهدي مَنْ يشاءُ إلى صِرَاطِهِ المسْتَقِيمِ، صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ، أحمدُهُ سبحانَهُ جَعَلَ الذُّرِّيَّةَ زِينَةٌ وسُرُورٌ، يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عليْهِ وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ إلى يومِ الدينِ أمَّــا بَعْـدُ: فاتّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة: [119].
أيُّهَا المؤمنُونَ: إنَّ الأبنَاءَ في الإسلامِ نعمةٌ وزينةٌ، فهمْ مِقَلُ العُيُونِ، ولُبُّ الفُؤَادِ، وفَلَذَاتُ الأكْبَادِ، هُمْ زِينَةُ الْحَاضِرِ، وأَمَلُ الْغَدِ، وأَفْضَلُ اسْتِثْمَارٍ لمَا بَعْدَ الموْتِ، قالَ تَعَالَى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) الكهف: [46].
عبادَ اللهِ: وتَرْبِيَةُ الأَبْنَاءِ، أَعْظَمُ اسْتِثْمَارٍ للأَعْمَارِ، إذَا نَشَؤُوا عَلَى الْهُدَى والْخَيْرِ، وتَرَبُّوا على الصَّلاحِ والْبِرِّ، قالَ ﷺ: (إِذا ماتَ الإنْسانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلّا مِن ثَلاثَةٍ: إِلّا مِن صَدَقَةٍ جارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صالِحٍ يَدْعُو له) أخرجه مسلم (1631).
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وتَرْبِيَةُ الأبنَاءِ أَوَّلُ الأَوْلَوِيَّاتِ، وأَوْجَبُ الوَاجِبَاتِ، وهِيَ مُهِمَّةُ الأُسْرَةِ الأُولَى، تَتَعَلَّقُ بِالأَبِ ابْتِدَاءً، وتَلْتَصِقُ بِالأُمِّ إِنْشَاءً واعْتِنَاءً، والأَبُ رَاعٍ في وَلَدِهِ، وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) التحريم: [5] قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: (مُرُوهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَا تَدَعُوهُمْ هَمْلًا فَتَأْكُلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) تفسير ابن كثير: (5/240).
عِبَادَ اللهِ: وَمِنَ المفَاهِيمِ المغْلُوطَةِ لَدَى كَثِيرٍ مِنَ الآَبَاءِ والأُمَّهَاتِ أَنَّ التَّرْبِيَةَ حِكْرٌ فَقَطْ عَلَى الطَّعَامِ والشَّرَابِ وتَوْفِيرِ اللَّوَازِمِ والْحَاجَاتِ وإِلْحَاقِ الأَبْنَاءِ بِالمَدَارِسِ والْجَامِعَاتِ والصَّحِيح أنَّ مَفْهُومَ التَّرْبِيَةِ أَعَمّ وأَشْمَل، وأَدَقّ وأَكْمَل، فَنَظْرَةُ الأَبِ لأَبْنَائِهِ تَرْبِيَة، وحَدِيثُهُ مَعَهُمْ وبَيْنَهُمْ تَرْبِيَة، وعلاقَة الوَالِدَيْنِ بَعْضهمَا ببعْضٍ تَرْبِيَة، فَيَسْتَقِي الأَبْنَاءُ مِنْ سَمْتِ الْوَالِدَيْنِ مَا تَتَشَكَّلُ بِهِ شَخْصِيَّاتِهِمْ وَتَنْطَبِعُ عَلَيْهِ سِيمَاهُمْ وَصِفَاتُهُمْ.
أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَإِهْمَالُ تَرْبِيَةِ الأَبْنَاءِ، وَالتَّقْصِير في رِعَايَتِهِمْ أَخْلاقِيًا وسُلُوكِيًا عِصْيَانٌ لأَمْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وعقوقٌ للأبْنَاءِ وَجِنَايَةٌ عَلَيْهِمْ، والآَبَاءُ مُحَاسَبُونَ بَينَ يَدَيِ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: (فمَنْ أهملَ تعليمَ ولدِه ما ينفعُهُ، وتركَه سُدًى، فقد أساءَ إليه غايةَ الإساءةِ، وأكثرُ الأولادِ إنَّما جاء فَسَادُهُمْ مِنْ قِبَلِ الآباءِ وإهمالهِم لهم، وتَرْكِ تَعْليمِهم فرائضَ الدِّين وسُنَنِهُ، فأضاعُوهُمْ صغارًا، فلم يَنْتَفِعُوا بأنْفُسِهِمْ ولم يَنْفَعُوا آباءَهُمْ كِبَارًا) تحفة المودود (229).
عِبَادَ اللهِ: وقدْ بَيَّنَ الْقُرْآنُ الْكَرِيم الأُصُولَ والْقَوَاعِدَ الَّتِي يَجِبُ عَلَى الْوَالِدَيْنِ والمُرَبِّينَ تَعَلُّمهَا وتَطْبِيقهَا، والْحَذَر مِنْ جَهْلِهَا أو الْغَفْلَةَ عَنْهَا، وَمِنْهَا مَا يَلِي:
أوَّلًا: تَعْظِيمُ اللهِ عزَّ وجلَّ في قَلْبِ الابْنِ، وتَنْشِئَتِهِ عَلَى مُرَاقَبَةِ اللهِ في السِّرِّ والْعَلَنِ، قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) لقمان: [16] وَقَدْ عَلَّمَ النَّبِيُّ ﷺ عَبْدَ اللهِ بن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا هَذَا الأَصْلَ بِقَوْلِهِ: (يَا غُلامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كلماتٍ، احفظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احفظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجاهَكَ، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استَعَنْتَ فاستَعِنْ بالله) أخرجه الترمذي (2516) وصححه الألباني في صحيح الجامع (7957).
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وتَعْبِيد الابْن للهِ عزَّ وجلَّ، أَجَلُّ الْقَوَاعِدِ التَّرْبَوِيَّةِ الَّتِي يَجِبُ عَلَى الأَبِ غَرْسهَا، وتَنْمِيَتهَا، وبَثّهَا في نُفُوسِ أَبْنَائِهِ، فَإِذَا تَعَلَّقَ الابْنُ بِخَالِقِهِ سُبْحَانَهُ فَقَدْ حَازَ الْخَيْرَ كُلَّهُ وَهَذَا الأَصْل اعْتَنَى بِهِ الأَنْبِياء عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ، قالَ تَعَالَى: (أمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي) البقرة : [133] لَمْ يَطْمَئِنَّ عَلَى مَا سَيَأْكُلُونَ، أوْ مَا سَيُنْفِقُونَ، وَإِنَّمَا أَرَادَ رَبْطهم بخَالقِهِم وإشْهَادِهِم وإِقْرَارِهِم أَنَّهُ قَامَ بهذا الْوَاجِبَ نَحْوَهُم، فهذَا نبيُّ اللهِ لمْ يَغْفَلْ هذا الأَصْلَ في تَرْبِيَةِ أَبْنَائِهِ وهُوَ في سَكَرَاتِ الموْتِ فَمَا بَالُ بَعْض الآَبَاء يغْفَله وهوَ في أتمِّ الصِّحَةِ والعَافِيَةِ؟
ثَانيًا: ومِنَ الْقَوَاعِدِ القُرْآَنِيَّةِ في تَرْبِيَةِ الأَبْنَاءِ: تَعْلِيمهم الصَّلاةَ، وتَدْرِيبهم عَلَيْهَا وأَمْرهم بِهَا، واصْطِحَابهم للمَسَاجِدِ، قال تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) العنكبوت: [45] وقال ﷺ: (مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ) أخرجه أحمد (6756) والصلاةُ نورٌ لطريقِهِم وأمانٌ لجَوَارِحِهِم، وحفظٌ لدِينِهِمْ، وضمانٌ لأخْلاقِهِم، متَى حَافَظُوا عَلَيْهَا كَانُوا في كَنَفِ اللهِ عزَّ وجلَّ ورِعَايَتِهِ، قالَ ﷺ (مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ) أخرجه مسلم (657) يقولُ ابنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنْهُ: (حَافِظُوا عَلَى أَبْنَائِكُم في الصَّلاةِ، وعَوِّدُوهم الْخَيرَ فَإِنَّ الْخَيرَ عَادَةٌ) المعجم الكبير للطبراني (9/ 236).
ثالثًا: تعليمُهُم القرآنَ الكريمَ وهم صغارٌ؛ ليكونَ أوَّلَ مَا يَسْبِقُ إلى قُلُوبِهِمْ وعُقُولِهِم فَتَسْتَقِيمَ بِهِ ألْسِنَتهم، وتَطْمَئِنَّ إلَيْهِ أَفْئِدَتهم، وتَنْضَبِطَ بِهِ سُلُوكِيَّاتِهِم، فَإِذا أَقْبَلُوا على القرآنِ الكريمِ نَالَهُمْ مِنْ بَرَكَتِهِ مَا يكونُ سَبَبًا لِحِفْظِهِمْ وَسَعَادَتِهِمْ، قالَ تَعَالَى:
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الأنعام: [155]. بَارَكَ اللهُ لي ولكم فِي الْوَحْيَيْنِ، وَنَفَعَنَي وَإِيَّاكُم بِهَدْيِ خَيْرِ الثَّقَلَيْنِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، وتوبوا إليه، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وأَشْهَدُ ألا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الدَّاعِي إلى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا أمَّا بــــــعــــــــــدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ: واعْلَمُوا أنَّ ثَمَّةَ أُمُور تُعِينُ الآَبَاءَ عَلَى تَرْبِيَة أَبْنَائِهِمْ وَمِنْهَا:
الدُّعَاءُ لِلْوَلَدِ بِالصَّلاحِ وَالْهِدَايَةِ، فَالدُّعَاءُ سِلاحٌ فَعَّالٌ في تَرْبِيَةِ الأَبْنَاءِ خَاصَّةً، وَكَمْ مِنْ أَبْنَاءٍ تَعَدَّلَتْ سُلُوكِيَّاتهمْ، واسْتَقَامَتْ أَخْلاقهم، وَتَبَدَّلَتْ أَحْوَالَهُمْ بِدَعْوَةٍ صَادِقَةٍ مِنْ أبٍ صَالِحٍ قَالَ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) الفرقان: [74] وقال ﷺ: (ثلاثُ دعواتٍ مستجاباتٌ لا شَكَّ فيهِنَّ) وذكر منها: (ودعوةُ الوالدِ على ولدِهِ) أخرجه الترمذي (1905) وصححه الألباني.
ومِمَّا يُعِينُ عَلَى تَرْبِيَةِ الأَبْنَاءِ: صَلاحُ الأبِ في نفسِهِ، فالتَّرْبِيَةُ بِالأَفْعَالِ أَبْلَغُ وَأَقْوَمُ مِنَ التَّرْبِيَةِ بِالأَقْوَالِ، والْوَلَدُ يُحَاكِي وَالِدَهُ شَاءَ أَمْ أَبَى، وَالطَّبْعُ لِصٌّ يَسْرِقُ مِنَ المخَالِطِ، ولا يستَقِيمُ الظِّلُّ، والْعُودُ أَعْوَجُ، واعْلَمُوا أنَّ صَلاحَ الأبِ سَبَبٌ لِصَلاحِ الابْنِ قَالَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيّبِ لِوَلَدِهِ: (لأَزِيدَنَّ في صَلاتِي مِنْ أَجْلِكَ رَجَاءَ أَنْ أُحْفَظَ فِيكَ) ثمَّ تلا (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) قَالَ المفَسِّرُونَ: حَفِظَهُمَا اللهُ بِصَلاحِ وَالِدَهُمَا. تفسير السعدي: (482).
وَخِتَامًا… أَيُّهَا الآَبَاءُ والأُمَّهَاتُ وَالمرَبُّونَ: اتَّقُوا اللهَ في أَمَانَاتِكُمْ، وقُومُوا بِمَا اسْتَرْعَاكُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ في أوْلادِكُمْ، خَالِطُوهُمْ ولا تُجَافُوهُم ونَاقِشُوهُم ولا تُهْمِلُوهُمْ وامْلَؤُوا فَرَاغَهُمْ بِمَا يَنْفَعهم، وإيَّاكُمْ أنْ تَتْرُكُوهُمْ يجلسونَ خلفَ الشَّاشَاتِ تَصُبُّ في أَدْمِغَتِهِمْ عَفَنَ الْقَوْلِ والْفِعْلِ فَيَقُومُونَ عَنْهَا وقَدْ سَاءَتْ أَخْلاقُهُمْ، وفَسَدَتْ عُقُولُهُمْ ورَضَعُوا الْقَبِيحَ مِنَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وكَمْ مِنْ أُنَاسٍ غَفَلُوا عَنْ أَضْرَارِ تِلْكَ الْهَوَاتِفِ وَخَطَرِهَا، ولمْ يُدْرِكُوا آَثَارَهَا عَلَى أَوْلادِهِمْ إلا بَعْدَ سَنَوَاتٍ.
أَسْأَلُ اللهَ عزَّ وجلَّ أَنْ يَحْفَظَ أَبْنَاءنَا وَبَنَاتَنَا، وأنْ يُجَنِّبَهُم الْفِتَنَ والمحَنَ، وأَنْ يَجْعَلَهُمْ هُدَاةً مُهْتَدِينَ، صَالِحِينَ مُصْلِحِينَ، نَافِعِينَ لِدِينِهِمْ وَوَطَنِهِمْ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمشْرِكِينَ، وانْصُرْ عِبَادَكَ الموَحِّدِينَ.
اللَّهُمَّ انْصُرْ إِخْوَانَنَا المسْلِمِينَ المُسْتَضْعَفِينَ في كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ وَعَلَيْكَ بِأَعْدَاءِ الدِّينِ فَإِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَكَ، اللَّهُمَّ إنَّا نَجْعَلكَ في نُحُورِهِمْ، ونَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ شُرُورِهِمْ.
اللَّهُمَّ آَتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاهَا، زَكِّهَا أَنْتَ خَيْرَ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاهَا، اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، واهْدَنَا سُبُلَ السَّلامِ، وبَارِكْ لَنَا في أسْمَاعِنَا وأَبْصَارِنَا وأَزْوَاجِنَا وذُرِّيَّاتِنَا وأَمْوَالِنَا، واجْعَلْنَا مُبَارَكِينَ أَيْنَمَا كُنَّا يَا ذَا الْجَلالِ والإِكْرَامِ.
اللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللهم وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَينِ الشَّرِيفَيْنِ سلمانَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَأَلْبِسْهُ لِبَاسَ الْعَافِيَةِ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ عَهْدِهِ، وَاحْفَظْهُ، واجْعَلْهُ مُبَارَكًا فِي عُمْرِهِ وعَمَلِهِ. اللَّهُمَّ احْفَظْ رجالَ الأمنِ، والمُرَابِطِينَ على الثُّغُورِ.
اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ، واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وأُمَّهَاتِهِم، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا، وأزواجًنا، وجيرانَنَا، وَمَشَايِخنَا، ومَنْ لهُ حقٌّ علينَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ.
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
الجمعة 27/ 1/ 1446هـ