والذين هم عن اللغو معرضون – خطبة الجمعة 3-3-1446هـ

الجمعة 3 ربيع الأول 1446هـ 6-9-2024م

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ العليِّ الأعلى، يعلمُ السِّرَّ والنَّجْوَى، ويَسْمَعُ الشُّكْرَ والشَّكْوَى، أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ، يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ، أحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ أَسْبَغَ علينَا نِعَمَهُ، وَغَمَرَنَا بِوَاسِعِ فَضْلِهِ (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) النحل: [53] وَأَشْهَدُ ألّا إِلَهَ إِلّا اللهُ، وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أنّ محمدًا عبدهُ ورسولُه صَلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وصحبِهِ وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا، أمّا بعدُ: فاتّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا) الأحزاب: [70].

أيها المؤمنون: إنَّ اللِّسَانَ آَفَةٌ مِنَ الآَفَاتِ الَّتِي يَحْتَرِزُ مِنْهَا اللَّبِيبُ، وَيَكْبَحُ جِمَاحَهَا الْفَطِنُ الأَرِيبُ، وَيُحْكِمُ لِجَامَهَا الْعَاقِلُ النَّجِيبُ، قالَ تعالَى: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق: [18] وقالَ النَّبِيُّ ﷺ لمعاذ: (أَلا أُخْبرُكَ بملاكِ ذلِكَ كلِّهِ؟ قُلتُ: بلَى يا رسولَ اللَّهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بلِسَانِهِ، وقَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا، فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وإنَّا لمؤاخَذُونَ بِمَا نتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتكَ أمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِم أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِم) أخرجه الترمذي (2616) وصححه الألباني.

عِبَادَ اللهِ: وإنَّمَا كانَ اللِّسَانُ بهذِهِ المكَانَةِ؛ لما يَتَرَتَّبُ عَلَى إِطْلاقِهِ مِنَ الهلاكِ المبينِ والشَّرِّ المستطيرِ قالَ تعالَى: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) النور: [15] وقالَ ﷺ: (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ) أخرجه البخاري (6478).

أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَكَانَ كَلام ُالنَّبِيِّ ﷺ نَزْرًا، وَحَدِيثُهُ فصلًا، تَقُولُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: (كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لا يَسْرِدُ الْكَلامَ كَسَرْدِكُمْ هَذَا كَانَ كَلامُهُ فَصْلًا يُبيِّنُه يحفظُه كلُّ مَنْ سَمِعَهُ) أخرجه أبو داود (4839) وأحمد (25077) وكانَ صَحَابَتُهُ رِضْواَن ُاللهِ عَنْهُمْ أَخْوَفُ مَا يَكُونُونَ مِنْ آَفَاتِ اللِّسَانِ، وَأَدْرَانِ الْكَلامِ، فقدْ دخَلَ عُمَرُ عَلى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَإِذَا هُوَ آَخِذٌ بِلِسَانِهِ يَقُولُ: (هَذَا الَّذِي أَوْرَدَنِي المَوَارِد) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4569).

أيُّهَا المؤمنُونَ: وقَدْ امْتَدَحَ اللهُ عزَّ وجلَّ المؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ) المؤمنون: [1-3] والنَّاظِرُ في الآَيَاتِ يَجِدُ صِفَةً جَلِيلَةً، تَوَسَّطَتْ رُكْنَيْنِ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلامِ، وَتَرَتَّبَ عَلَيْهَا فَلاحُ الدُّنْيَا وَالآَخِرَة، وهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ).

عِبَادَ اللهِ: واللَّغْوُ هُوَ كُلُّ مَا لا نَفْعَ فِيهِ، وَلا فَائِدَةَ مِنْهُ مِنَ الأَقْوَالِ والأَفْعَالِ والسُّلُوكِ، فَيَشْمَلُ هَذَرَ الْحَدِيثِ، وَهَزْلَ الْكَلامِ، وَالْخَوْضَ فِيمَا لا يَعْنِي، مِمَّا شَاعَ بَيْنَ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ في المَجَالِسِ والتَّجَمُّعَاتِ، وفِي المحَافِلِ والمنَاسَبَاتِ، وهذَا نَذِيرُ شُؤْمٍ وَبَلاءٍ، ونَاقُوسُ شَرٍّ وَهَلاكٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: (يَهْلِكُ النَّاسُ فِي خَلَّتَيْنِ: فُضُولِ الْمَالِ، وَفُضُولِ الْكَلَامِ) الصمت لابن أبي الدنيا (1/90).

أيُّهَا المؤْمِنُونَ: إنَّ الإِعْرَاضَ عَن اللَّغْوِ، سَمْتُ المؤْمِنِينَ، وَشِيمَةُ المتَّقِينَ، وَدَيْدَنُ الْعُبَّادِ والصَّالِحِينَ، كَمَا وَصَفَهُمْ رَبُّنَا بِقَوْلِهِ: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) القصص:[55] وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى شُؤْمِ اللَّغْوِ، أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ طَهَّرَ مِنْهُ أَهْلَ الْجَنَّة بِقَوْلِهِ: (لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا) مريم: [62] وقَالَ سُبْحَانَهُ: (فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً) الغاشية: [10-11].

أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَقَدْ بَيَّنَ اللهُ عزَّ وجلَّ حَالَ المؤْمِنِينَ تجَاهَ مَجَالِسِ اللّغْوِ وَرُوَّادِهَا بِقَوْلِهِ: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) الفرقان: [63] ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) الفرقان: [27] أَيْ: مُعْرِضِينَ مُنْكِرِينَ لا يَرْضَوْنَهُ، وَلا يُمَالِئُونَ عَلَيْهِ، ولا يُجَالِسُونَ أَهْلَهُ.

عِبَادَ اللهِ: وَفِي عَصْرِ الْجَوَّالاتِ، وَزَخَم تُكْنُولُوجيَا الاتِّصَالاتِ، وضَجِيجِ الموَاقِعِ والمَنَصَّات، أَضْحَتْ مِجَالِسُ اللَّغْوِ أَعَمَّ وَأَوْسَعَ، وَأَكْثَرَ وَأَشْمَلَ، وَغَدا أَهْلُ اللَّغْوِ والإِفْكِ، يَبُثُّونَ كَذِبَهُمْ، وَيَنْشُرُونَ إِفْكَهُمْ، فَلا يُبَالُونَ بِمَا يَكْتُبُونَ، وَلا يَكْتَرِثُونَ بِمَا يَبُثُّونَ مِنَ أَكَاذِيبَ وَتُرَّهَاتِ، وَأَبَاطِيلَ وَخُرَافَاتٍ، وَزُخْرُفٍ مِنَ الْقَوْلِ وَزُورٍ، فَيُورِثُ لَغْوُهُمْ ضَغَائِنَ في الْقَلْبِ، وَانْحِرَافًا في الْفِكْرِ، واعْوِجَاجًا في السُّلُوكِ.

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء (36).

بَارَكَ اللهُ لي ولكم فِي الْوَحْيَيْنِ، وَنَفَعَنَي وَإِيَّاكُم بِهَدْيِ خَيْرِ الثَّقَلَيْنِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، وتوبوا إليه، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وأَشْهَدُ ألا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الدَّاعِي إلى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا أمَّا بــــــعــــــــــدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ: واعْلَمُوا أنَّ سَمْتَ أَهْلِ الإيمَانِ الإِعْرَاض عن اللَّغْوِ، والتَّنَزُّه عَنِ الإِفْكِ، والسَّلامَةَ مِنَ الإِثْمِ، فَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا، وَإِذَا خَالَطُوا الْجَاهِلِينَ قَالُوا سَلامًا، فَلا يَتَكَلَّمُونَ إِلا بِمَا يَعْلَمُونَ، وَيَسْكُتُونَ عَمَّا يَجْهَلُونَ، فَفِي الْحَدِيثِ لمَّا سَأَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الصَّحَابَةَ بِقَوْلِهِ: (أيُّكُمْ سَمِعَ النبيَّ ﷺ يَذْكُرُ الْفِتَنَ الَّتي تَمُوجُ مَوْجَ البَحْرِ؟ قَالَ حُذَيْفَةُ: (فأسْكَتَ القَوْمُ) أخرجه مسلم (144) وهَذَا هُوَ سَمْتُ المؤْمِنِ إِذَا سُئِلَ عَمَّا يَجْهَلُ فَوَاجِبُ مَنْ لا يَعْرِفُ السُّكُوت، وفَرْضُ مَنْ يَجْهَل الصَّمْت، ولا يُطِلُّ المُسْلِم بِرَأْسِهِ في أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ المُسْلِمِينَ إِلا عَنْ عِلْمٍ وَدِرَايَةٍ، وَخِبْرَةٍ وَدِرَاسَةٍ.

أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَإِنَّ مِنَ الْفَوَاجِعِ والنَّكَبَاتِ الَّتِي لَحِقَتْ بِبعضِ مَجَالِسِ المُسْلِمِينَ الْيَوْمَ إِطْلاقُ اللِّسَانِ في أُمُورِ المُسْلِمِينَ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، وَالْخَوْضَ مَعَ الْخَائِضِينَ، والَّلغْوَ مَع اللاغِينَ، وَتَنَاقُلَ مَقَالاتِ المُنَافِقِينَ، وَعَدَم التَّوَرُّع عَنْ كَيْلِ التُّهَمِ لولاة الأمر، والعلماء، وأصحاب الفضل، وعامة الْمُسْلِمِينَ، والاسْتِهَانَةَ بِشَأْنِ الْكَلِمَةِ وَأَثَرِهَا، وَعَوَاقِبِهَا وَمَآلاتِهَا، تَقُولُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قُلْتُ لِلنَّبِيِّ ﷺ حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذا، -تَعْنِي قَصِيرَةً- فَقَالَ ﷺ: (لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ) أخرجه أبو داود (4857) وصححه الألباني.

عِبَادَ اللهِ: وَمَا أَحْوَجَ المسْلِمِينَ الْيَوْمَ لِلتَّذْكِيرِ بِهَذَا الأَصْلِ الأَصِيلِ، والمَنْهَجِ الْقَوِيمِ، فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: (والَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) وَاسْتِشْعَارِ هَذَا الْخُلُق واسْتِحْضَارِهِ إِذَا طَالَعَ خَبَرًا، أَوْ قَرَأَ رِسَالَةً، أَوْ تَابَعَ مَشْهُورًا، أَوْ بَثَّ مَنْشُورًا، فَكُلُّ لَغْوٍ مِنَ الْقَوْلِ أَو الْفِعْلِ، يَجِبُ الإِعْرَاضُ عَنْهُ، وَعَدَمُ الاشْتِغَالِ بِهِ، قَالَ ﷺ: (مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ) أخرجه الترمذي (2317) وصححه الألباني.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمشْرِكِينَ، وانْصُرْ عِبَادَكَ الموَحِّدِينَ.
اللَّهُمَّ انْصُرْ إِخْوَانَنَا المسْلِمِينَ المُسْتَضْعَفِينَ في كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ ضَعْفَهُمْ، وَاجْبُرْ كَسْرَهُمْ، وَتَوَلَّ أَمْرَهُمْ، وَانْصُرْهُمْ عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيْهِمْ.

اللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ سَلْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيز إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ أَعِنْهُ وَسَدِّدْهُ، وَاجْعَل لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا، اللَّهُمَّ وَفِّقْه ووَلِيَّ عَهْدِهِ وِإِخْوَانَهُ وَأَعْوَانَهُ وَوُزَرَاءَهُ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَسَلِّمْهُمْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَشَرٍّ.

اللَّهُمَّ احْفَظْ رِجَالَ الأَمْنِ، والمُرَابِطِينَ، اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ مِنْ بينِ أيديهِم ومِنْ خَلْفِهِمْ وعنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَمِنْ فَوْقِهِمْ، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ يُغْتَالُوا مِنْ تَحْتِهِمْ.

اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ، واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وأُمَّهَاتِهِم، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا وأزواجًنا وجيرانَنَا وَمَشَايِخَنَا ومَنْ لهُ حقٌّ علينَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

 الجمعة 3/ 3/ 1446هـ