مرثية في أخي الغالي/ سعود بن محمد بن أحمد الطيار -رحمه الله- الذي توفي ليلة السبت 6-6-1446هـ
الأثنين 20 رجب 1446هـ 20-1-2025م
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مرثية في أخي الغالي/ سعود بن محمد بن أحمد الطيار-رحمه الله-
الذي توفي ليلة السبت 6/6/ 1446هـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
مَاتَ الَّذِي بِأُبُوَّةٍ رَبَّانِي | وَسَقَى الْمُحِبَّ مَحَبَّةً وَسَقَانِي |
أَفَلَ الحبيبُ وكُلُّ حِيٍّ زائلٌ | لكِنَّ فَقْدَ أخِ الْعُلَى أَضْنَانِي |
ذَهَبَ الَّذِي وُهِبَ الْقُلُوبَ بِفَضْلِهِ | وَسَعَى لِنَفْعِ الصَّحْبِ وَالْخِلّانِ |
رَحَلَ الأَرِيبُ مُدَثَّراً بِشَمَائِلٍ | عَزَّتْ عَلَى بَعْضِ الْوَرَى وَبَيَانِي |
وَنَأَى السَّرِيُّ وَقَدْ فَقَدْتُ بِنَأْيِهِ | عَطْفَ الأَبِ المُتَفَضِّلِ المتفاني |
شَمْسُ الأَصِيلِ تَزَمَّلَتْ بِغُرُوبِهَا | فَالْقَلْبُ يَبْكِي وَالْعُيُونُ تُعَانِي |
كالرَّاسِيَاتِ شُمُوخُنَا بِـ(سُعُودِ) نَا | وَلِوِرْدِنَا مُتَكَامِلِ الأَشْطَانِ |
وَ(سُعودُ) مَنْهَلُ فَخْرِنَا وبِذَاتِنَا | سَيَظَلُّ نُورًا ظَاهِرًا بِمَكَانِ |
فَالْخَيِّرُونَ وَإِنْ تَدَثَّرَ بَدْرُهَا | فَهُمُ الْقِيَامُ بِبِرِّهِمْ وَبَنَان |
طُوِيَتْ لأَجْمَلِنَا الْمهيبِ صَحِيفَةٌ | فِيهَا الْحَيَاةُ وَمُهْجَةُ الْوِجْدَانِ |
شَهِدَ الصَّلَاةَ شُهُودُها يَا مَيِّتًا | أَحْيَتْ جنَازَتُهُ رَحَى الأَشْجَانِ |
يَا صَاحِبِي أَبْشِرْ فَذِكْرُكَ شَاهِدٌ | كَنَفَائِسِ الأَنْفَاسِ بِالأَبْدَانِ |
فِي كُلِّ مَأْثُورٍ نَرَى لَكَ سِيرَةً | ذِكْرَى تُعَطِّرُنَا بِكُلِّ مَكَان |
يَا بَاذِلَ المَعْرُوفِ يَا سُحُبَ النَّدَى | يَا سَابِقَ الْخَيْرَاتِ في المَيْدَانِ |
يَا وَاصِلًا للرَّحْمِ يَسْتَبِقُ الْخُطَى | أَمِنَتْ عَوَاقِبَهُ حِمَى الْجِيرَانِ |
كَمْ كُنْتَ شَمْسًا أَبْهَجَتْ بِضِيَائِهَا | تَرْعَى الْيَتِيمَ بِخُفْيَةٍ وَحَنَان |
مَنْ لِي بِمِثْلِ (سُعُودِ) نَا وَخَلاقِه | وَوَفَائِهِ فِي مُجدِبِ الأَزْمَانِ |
مَنْ لِي بِشَهْمٍ فَاضِلٍ مُتَعَفِّفٍ | جَزْلِ الْعَطَايَا مُشْرِفِ الْبُنْيَانِ |
مَنْ لِي بِآَدَابِ الْعَشِيِّ وَحُسْنِهَا | وَتَجَمُّلِ الإِنْسَانِ بِالإِنْسَانِ |
مَنْ لِي إِلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ مُلَبِّيًا | وَلِطِيبَةٍ بِمَشَاعِرِ الإِيمَانِ |
يَا مَنْ تَمُدُّ يدًا بِرُوحِ تَوَاضعٍ | عَفْوًا وَصَفْحًا فِطْرَةَ الرَّحْمَنِ |
عَفَّ اللِّسَانِ بِعِزَّةٍ وَتَوَرّعٍ | تَرْجُو الثَّوَابَ وَرَحْمَةَ الْمَنَّان |
وَلَقَدْ بَلاكَ الدَّهْرُ فِي عُجْرَاتِهِ | فَسَلَكْتَ دَرْبًا وَاضِحَ الْعُنْوَانِ |
وَسَمَوْتَ بِالأَسْمَى عَلَى دَرَن الْقَذَى | وَنَشَرْتَ عَفْوَكَ نَاشِرَ الأَمْزَانِ |
يَا كَوْكَبَ الأَحْبَابِ فِي أُفُقِ التُّقَى | يَا مُورِقَ الأَغْصَانِ بِالأَفْنَانِ |
يَهْنيك حُبُّكَ للكتابِ وَرَوْضَةٍ | مُسْتَمْتِعًا بِفَرَائِضِ الدَّيَّانِ |
كَمْ لَيْلَةٍ أَحْيَيْتَهَا مُتَهَجِّدًا | بِنَوَافِلٍ وَتِلاوَةِ الْفُرْقَانِ |
كُنْتَ الرَّكِينَ إِذَا تَزَلْزَلَ جَمْعُنَا | يَا خَيْمَةً وَسِعَتْ عَصَا الإِخْوَانِ |
كُنْتَ الْمُرَابِطَ في اجْتِمَاعِ قَرَابَةٍ | تُثْرِي الحضُورَ بِأَعْذَبِ التِّبْيَانِ |
وَتَطِيبُ أَنْفَاسًا لنَا بِحَيَائِهَا | وَتَضُمُّنَا مِنْكَ اللِّقَاءَ يَدَانِ |
يَا صَادِقَ الإِيثَارِ كَمْ لَكَ مِنْ يَدٍ | نَحْوِي تَفِيضُ بِوَافِرِ الإِحْسَانِ |
فَلَقَدْ رَعيتَ تَعَلُّمِي ومَسِيرَتِي | لِأُنَافِسَ الأَحْسَابَ بِالأَقْرَانِ |
وَشَحَذْتَنِي بِالْخَيِّرِينَ مَوَدَّةً | فَكَأَنَّهُم كَعَدَالَةِ الْمِيزَانِ |
وَأَسَرَّنِي أَنْ قَدْ رَضِيتَ تَكَامُلِي | وَبِأَنَّنِي مَا شِنْتُ بِالْخُسْرَانِ |
فَسُقِيتَ مِنْ حَوْضِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ | كَأْسًا يُرَوِّي مَهْمَه الظمآن |
يَا رَبّنا وَمَلاذَنَا بِمُصَابِنَا | أَنْتَ الْوَكِيلُ وَرَائِحُ السُّلْوَان |
وَاغْفِرْ لَهُ مَا كَانَ مِنْهُ خَطِيئَةً | يَا مَنْ يُثِيبُ صَفِيَّهُ بِجِنَانِ |
واشْفَعْهُ يَا رَبَّ الْمَآل بِأُمِّهِ | وَأَبِيهِ عَدْنَ مَنَازِل الرّضْوَان |
وصلى الله وسلم على نبينا محمد