شَــرْحُ مُقدّمَة التّـفْـسِير
فهرس الموضوعات
فـهـرس الموضوعات
الموضوع
* المقدمــة * فصل في أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن. * فصل في اختلاف السلف في التفسير وأنه اختلاف تنوع. * فصل في النوع الثاني: الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال. * فصل في تفسير القرآن بالقرآن، وتفسيره بالسنة وأقوال الصحابة. * فصل في تفسير القرآن بأقوال التابعين. * تلخيص قواعد التفسير التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في (مقدمة في أصول التفسير). * الفهرس. |
||
شَــرْحُ مُقدّمَة التّـفْـسِير
شيخ الإسلام ابن تيمية
عضو هيئة كبار العلماء
والأستاذ بكلية الشريعة بالقصيـم
الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
لشؤون المساجـد
دارُ الوطـن، الطبعة الأولى :1415هـ ـ 1995م
بسم الله الرحمن الرحيم
مـــقدمـــــة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وبعــد:
ما بعث الله نبياً ولا رسولاً، إلاَّ أيده بالمعجزة، لتكون دليلاً لرسالته، وتأييداً لدعوته وصدق نبوته.
كان القرآن الكريم معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ الكبرى، الذي أعجز الفصحاء والبلغاء، وأهل العلم والفكر، قال الله تعالى: [قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً]([1])، به أحيا الله القلوب، وأنار البصائر، وأخرج الأمة من الجهل والرذيلة والشرك، إلى الهدى والفضيلة، والإيمان واليقين، فزكت القرآن، وسادت بالقرآن.
قال تعالى: [. . .كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ]([2]).
ولقد عرف سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أن سر سعادتهم في الدارين يكمن في القرآن الكريم، فبات همهم تعلم القرآن حفظاً وفهماً وتطبيقاً، فاسترشدوا بتعاليمه، وعملوا بها بعد أن تدبروا آياته.
وكان أحدهم إذا تعلم عشر آيات لا يجاوزهّن حتى يعرف معانيهن، ويعمل بكل ما عرف فيهن، فينفذ الأوامر أمراً أمراً، ويجتنب النواهي والزواجر، ففازوا وعزُّوا ونجحوا بالقرآن، بعد أن حفظوه في صدورهم، وفي أخلاقهم وسلوكهم.
فهم أهل القرآن، وأهل التدبر والتفكر، وهم أولو الألباب، قال الله تعالى: [كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ]([3]).
والقرآن كلام الله المعجز المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، ليتعبد بتلاوته، ولتفهم معانيه وليعمل بما جاء فيه.
وحتى يتمكن الإنسان من العمل بالقرآن فلا بد له من تلاوته وفهمه.
وفهم القرآن يحتاج إلى تعلم وتفكر وتدبر، وقد حثّ القرآن عليه، ووبخ الذين لا يتدبرونه، قال تعالى: [أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا]([4]).
ولكن كيف نفهم القرآن؟ وما القواعد والأصول التي يجب أن نقف عليها حتى لا نضل ونشقى؟ هذا ما أجاب عنه شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في كتابه هذا، والمسمى (مقدمة في أصول التفسير). . وقام بشرح الكتاب، فضيلة شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين حفظه الله. .
وقد بين شيخنا في ثنايا شرحه القيم، أهمية علم التفسير، وماذا يجب على المسلم في تفسير القرآن، وأوضح كيف نفهم القرآن الكريم كما فهمه سلفنا الصالح. . في أسلوب غض دقيق المبنى واضح وجلي المعنى. .
وقال يحفظه الله: (فإن من المهم في كل فن أن يتعلم المرء من أصوله ما يكون عوناً له على فهمه وتخريجه على تلك الأصول، ليكون علمه مبنياً على أُسس قوية ودعائم راسخة، وقد قيل: من حُرم الأُصول حُرم الوصول.
ومن أجل فنون العلم، بل أجلها وأشرفها علم التفسير، الذي هو تبيين معاني كلام الله عزّ وجلّ. وقد وضع أهل العلم له أصولاً كما وضعوا لعلم الحديث أصولاً، ولعلم الفقه أصولاً).
فما أحوج الأمة اليوم إلى أن تعود إلى كتاب ربها، تستلهم منه الرشد، وتهتدي بهداه، متعبدة بتلاوته، متدارسة ومتدبرة في معانيه وأحكامه، وعبره وعظاته، مطبقة ما جاء فيه كما كان سلفنا الصالح، حتى تنال السعادة في الدنيا والآخرة.
أسأل الله أن يصلح لنا النيات والأعمال، وأن يأخذ بأيدينا لما يحبه ويرضاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
الزلفي (روضة السبلة)
مساء يوم السبت 24/10/1415هـ
ص . ب: 188
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
([1]) سورة الإسراء الآية 88.
([2]) سورة إبـراهيم الآية 1.
([3]) سورة ص الآية 9.
([4]) سورة محمد الآية 24.