السؤال رقم:(4625) ابنتي تعتبر منعي لها من الخروج كبتًا لحريتها. فما توجيهكم؟
نص الفتوى: لدي ابنه تبلغ من العمر ٢٤ عاماً وهي موظفه وغير متزوجة ودائما تطلب الخروج مع صديقاتها السابقات في الجامعة لتناول القهوة في محل كوفي أو مطعم مختلط طاولات عوائل رجال ونساء مثل الموجودة في حي البحيري بالدرعية. وأحيانا تريد الخروج للاحتفال بزميلة سابقه وتخرجت في مطعم نسائي غير مختلط ولكن يضعن عباءاتهن وحجابهن ويتحركن ويضحكن ويصورن أنفسهن متزينات مسرحات لشعورهن وهنّ على تلك الطاولات متعطرات. وأنا أرفض المبدأ خوفاً عليها وامتثالا لقول الله تعالى {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}. فما الحكم. وهل يجوز السماح لها وأنه أمر عادي ومن حقوقها كما تقول وأنها تعتبر المنع كبتًا لها.
بتاريخ 9 /5 / 1440هـ
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فالأصل للمرأة القرار في البيت لقوله تعالى : {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } الأحزاب/33 ، وذلك لأن المرأة فطرت على اللين والنعومة وحب الزينة ، كما في قوله تعالى : {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} الزخرف/18 .
وهذا الأمر الفطري يكون باعثاً لأن تفتن الرجال حال خروجها، وأن يزين الشيطان لها ذلك.ولهذا جاء في الحديث : ( إن المرأة عورة وإنها إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان فتقول : ما رآني أحد إلا أعجبته وأقرب ما تكون من وجه ربها و هي في قعر بيتها ) .
رواه الطبراني في المعجم الكبير، وابن خزيمة وصححه الألباني ،
ومعنى: “استشرفها الشيطان ” أي استشرف الشيطان حزبه من أهل الفتنة والريبة أو نظر إليها ليغويها ويغوي بها ؛ لأن الأصل في الاستشراف رفع البصر للنظر إلى الشيء ، والمعنى أن المرأة يستقبح بروزها وظهورها، فإذا خرجت أمعن النظر إليها ليغويها بغيرها ويغوي غيرها بها ليوقعهما أو أحدهما في الفتنة كما ذكر ذلك أهل العلم .
ولهذا كان البيت هو مثابة المرأة التي تجد فيها نفسها على حقيقتها كما أرادها الله تعالى. غير مشوهة ولا منحرفة ولا ملوثة، ولا مكدودة في غير وظيفتها التي هيأها الله لها بالفطرة.
ولكن هذا لا يمنع خروج المرأة إن احتاجت لذلك مادام أن خروجها لا يكتنفه محذور شرعي، فإذا كانت هذه الأماكن خاصة بالنساء وخالية من المنكرات فلا بأس بذلك مادام أن الرفقة صالحة، وهذا من المباح الذي أباحته الشريعة، ولكن لا يكون ديدناً للمرأة .
أما إذا كانت أماكن مشتملة على المنكرات أو يغشاها الرجال كما ذكر السائل فلا تخرج الفتيات ولا تغشى هذه الأماكن؛ لما في ذلك من إغراء أصحاب النفوس الضعيفة بالتحرش بهن ومضايقتهن، وهذا يعرضهن للفتن.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.