السؤال رقم:(4535) أشتكت أمي ألم بقدمها فلم أبادر بأخذها للطبيب ثم ماتت . فهل عليّ كفارة بتأخري عن علاجها ؟
نص الفتوى : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا ، رجاء أجيبوني على سؤالي : أنا فتاة أبلغ 27 عاما من مصر وسؤالي هو أتت أمي في ليلة 8 ذي الحجة من زيارة قريب لها مريض وأخبرتني أن بها ألما شديدا في رجلها لا تستطيع معه المشي او الوقوف، ولكنها كانت تتحامل وتمشي فقلت لها غدا نذهب للطبيب ،فقالت سأكون بخير وذهبت لتنام ، واستيقظت قبل الفجر وصليت الفجر ونسيت أنها اشتكت ألما بالأمس وهي تحافظ على صلاة الفجر، ولكنها لم تنزل لتصلي فظننت أن النوم غلبها لأنها عملت كثيرا بالأمس ولم يخطر ببالي قط أن مكروها أصابها ،فقلت في نفسي لعلها تنزل بعد قليل وتدرك الفجر فنومها خفيف ، ونمت بعد الصلاة مباشرة ولما ذهبت اليها بعد السادسة وجدتها فارقت الحياة منذ وقت قليل كما قالت الطبيبة وأنها تعرضت لجلطة رئوية وأنا أول مرة أسمع عن هذا المرض وأنه يبدأ من الرجل ، يا شيخ هل أمي لو ذهبت بها للطبيب وتناولت الدواء هل كانت ستعيش؟ يعني هل للموت أسباب إن حدثت مات الشخص فلما لم تأخذ أمي الدواء ماتت؟ سؤالي الثاني هل تسببت في قتل أمي لأنها اشتكت من رجلها قبل ذلك ولم أنتبه لهذا الألم، ولأني في هذه الليلة لم أذهب للطبيب مباشرة لأني لم أتوقع أن بها هذا المرض فهل تسببت بموتها؟ وان كان جوابكم بنعم فهل علي صيام شهرين متتابعين؟ جزاكم الله خيرا. 27-2-1440هـ
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
فأولاً: لا يمكن الجزم بأن والدتك كانت إذا ذهبت إلى الطبيب لم تمت فإن هذا في علم الله تعالى، وكل شيء عنده بقدر، بل قد يذهب الإنسان للطبيب ويأخذ بالأسباب ومع ذلك يموت، قال تعالى (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) الأعراف/ 34، وقال تعالى (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) لقمان/ 34
ثانياً: لا حرج عليك فيما فعلتيه، إن شاء الله تعالى، لأنك لم تكوني تعلمين بأن والدتك بها مرض أو مريضة ولم يكن هناك خطورة عليها، ولم يكن بحسبانك أن يصل الأمر إلى ما وصل إليه. واتركي معاتبة النفس والتأنيب على ما فات وأكثري من الدعاء لوالدتك بأن الله يرحمها ويتجاوز عنها.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.