السؤال رقم:(4665) قررت ألا أكلم أبي بسبب إهانته لأمي وسوء معاملته . فهل على إثم؟
نص الفتوى : السلام عليكم أنا محمد عمري ٢٣ من مصر ومقيم في السعودية مشكلتي مع أبي منذ أن ولدت وهو يشتم ويسب فينا أنا وإخوتي وأمي وهو الآن يسكن هو والعائلة بمنزل أهل أمي وهو لا يكفيهم من المصاريف وأنا أرسل لهم كل شهر مبلغ واذا طلبوا شيء أخر ما أقول لا أبدًا ولكن الآن الوضع اختلف أمي جالها السكر والضغط بسببه أنه دائما يسب بالدين ويشتم والآن أنا قررت أني لن أكلمه نهائيًا بسبب هذه المعاملة أنا لا أطيق أن أرى أمي تُهان هكذا أرجو أن تفيدوني هل أنا غلطان أو لا وشكرا لكم. بتاريخ 22 / 5 / 1440هـ
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأولاً: قسوة الأب، وغلظته، لا يسوغان للابن هجره ومقاطعته: فإن الله تعالى قد أمر ببرِّه، والتلطف في معاملته، ولا يستثنى من ذلك إلا الطاعة في المعصية؛ فإنها تحرم على الأولاد أن يفعلوها. قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) الإسراء/ 23. وقال تعالى: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) لقمان/ 15.
ثانياً: من مقتضى الرحمة بالوالد دعوته باللطف واللين، والإحسان إليه، لذا فإنني أنصحك أيها السائل بما يلي:
- الصبر.
- الإحسان إليه، وعدم رد الإساءة بمثلها.
- الابتعاد بالكلية عن كل ما يغضبه، ويسبب له الاحتقان، من أفعال، وأقوال منكم.
- الحرص على هدايته، وتعليمه، ووعظه، ونصحه، بالطرق المناسبة له، كإسماعه شريطاً، أو إهدائه كتاباً، أو التنسيق مع دعاة لزيارتكم، والتعرف عليه، أو غير ذلك مما يناسب حاله، وبيئتكم.
- الدعاء له بالهداية، والتوفيق.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.