السؤال رقم:(4695) هل العقل مصدر بالاعتقاد؟
عنوان الفتوى: هل العقل مصدر بالاعتقاد؟ بتاريخ 18 / 8 / 1440 هـ
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فالعقيدة مبنية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا مجال للعقل فيها، لا أقول لا مدخل للعقل فيها، وإنما أقول لا مجال للعقل فيها، لأن ما جاءت به من نصوص في كمال الله شاهدة به العقول، وإن كان العقل لا يدرك تفاصيل ما يجب لله من كمال لكنه يدرك أن الله قد ثبت له كل صفات الكمال، لابد أن يعمل بهذا العلم الذي مَنَّ الله به عليه من ناحية العقيدة.
والعقل مصدر من مصادر التلقي والاستدلال عند أهل السنة، به تُفهم النصوص، وتُستنبط الأحكام، وتُخَرَّج الفروع على الأصول، وتُسْقَط النصوصُ على الوقائع، وتعطيلُ العقل يعني انتفاءَ أهليةِ الإنسان للفتوى والفقه والعلم، فالعقل شرطٌ أساس التكليفات الشرعية، إذ يسقط عن الإنسان غيرِ العاقل التكليفُ الشرعي.
والقول بأن العقل مصدر من مصادر الاعتقاد لم يقل به السلف وإنما قال به بعض أرباب التصوف الذين جعلوا النصوص الشرعية تابعة للعقل بخلاف أهل السنة الذين لم يغالوا في العقل مغالاة غيرهم، حيث عرفوا حدوده فالتزموها ولم يتعدوها، وجعلوه تابعاً لنصوص الوحي، وليس العكس كما عند غيرهم، إذ أنَّ النص مقدَّم على العقل، ولذا قالوا: “لا اجتهاد مع نص”.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : ( العقل شرط في معرفة العلوم وكمال الأعمال وصلاحها ، وبه يكمل العلم والعمل ، لكنه ليس مستقلا بذلك ، لكنه غريزة في النفس وقوة فيها ، بمنزلة قوة البصر التي في العين فإن اتصل به نور الإيمان والقرآن كـان كنور العين إذا اتصل به نور الشمس ) .
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.