الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فحكم الطق ينبني على ما يضرب به من دف، أو طبل، أو أكواب ونحوها.

فإذا كان عن طريق الضرب بالدف وهو ما يسمى بـ(الطار) وهو المختوم من وجه واحد، ففي المسألة تفصيل، واختلاف في محل جوازه هل هو خاص بالنساء دون الرجال، وهل هو خاص بالأعراس دون غيرها

والصحيح إباحته في العيد، والعرس، وقدوم الغائب للنساء لورود الأدلة بذلك وما عدها فلا يشرع على القول الراجح.

والصحيح أن الضرب بالدف خاص بالنساء دون الرجال فلا يجوز للرجال استعمال شيء من ذلك لا في الأعراس ولا في غيرها، وإنما شرع الله للرجال التدرب على آلات الحرب كالرمي وركوب الخيل والمسابقة بها وغير ذلك.

فإن كان الطق بما يسمى (بالطبل) وهو المختوم بالوجهين فلا يجوز؛ لأنه من آلات العزف، والمعازف كلها حرام، إلا ما دل الدليل على حله، وهو الدف.

ويشترط في إباحته للنساء ألا يصحبه محرم كالغناء الهابط المثير للشهوة، وألا يحصل بذلك فتنة كظهور الأصوات الجميلة، وألا يكون فيه أذية على أحد، فإن كان فيه أذية مثل أن تظهر الأصوات عبر مكبرات الصوت فلا يجوز، لأن في ذلك أذية على الجيران، وغيرهم ممن ينزعج بهذه الأصوات، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم المصلين أن يجهر بعضهم في القراءة؛ لما فيه من التشويش والإيذاء، فكيف بأصوات الدفوف والغناء.

وأما إذا كان الطق بالأكواب، والصحون ونحوهما، فإذا كان ما ينبعث منها أصوات موزونة مطربة، فحكمها حكم الموسيقى.

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.