السؤال رقم (2029): هل يقع الطلاق بالثلاث مرة واحدة وقت الغضب؟
نص الفتوى: سلام عليكم ورحمته الله وبركاته يا شيخ أحبك الله وكتب أجرك أنا متزوج بنت عمي ولدي ولدين وبنت بيننا مشاكل مالها حل على أقل سبب نتخاصم لا تسمع كلامي ولا شيء ونسيتي وتطردني من البيت حتي الجماع تحرمني منه وأنا أزعل وأغضب غضب شديد من فعلها وأدعوا عليها وأتحسب عليها إذا رفضت الجماع معي ووقت الزعل أنوي بطلاق منها بثلاث وتهجرني وقت النوم وإذا راحت عند أهلها معاد تخرج عندي إلا بعد شهر أو شهرين لها حوالي سنتين على هذا الحال هل إذا نويت بالطلاق لثلاث يكون جائز وقت زعلي وهل لها حق في تصرف معي بهذا الشكل أفيدوني جزاك الله خيرا.
تاريخ السؤال 24 / 11 / 1440هــ
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأولاً: لا يجوز للزوجة هجر فراش زوجها، فإن فعلت ـ بغير حقّ ـ فقد ارتكبت محرمًا وتعرضّت لغضب الله عز وجلّ، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: “إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ. متفق عليه، نعم إذا منعها حقًّا فقد أفتى بعض أهل العلم بجواز هجرها له، فإن لم يمنعها حقًّا يبقى الأمر على الأصل من عدم جواز هجرها له.
وينبغي للزوج أن يراضيها إذا كان قد بدر منه ما يستدعي غضبها وعتبها، وفي المقابل فمن محاسن أخلاق المرأة أن تسعى لإرضاء زوجها ـ ولو كان ظالمًا لها ـ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ الْوَدُودُ، الْوَلُودُ، الْعَؤُودُ عَلَى زَوْجِهَا، الَّتِي إِذَا آذَتْ أَوْ أُوذِيَتْ، جَاءَتْ حَتَّى تَأْخُذَ بَيْدَ زَوْجِهَا ثُمَّ تَقُولُ: وَاللَّهِ لَا أَذُوقُ غُمْضًا حَتَّى تَرْضَى”. رواه الطبراني، وحسنّه الألباني.
ثانياً: فإن كانت زوجتك هذه على الحال الذي ذكرت فهي امرأة ناشز، وقد جعل الشرع لعلاج الناشز خطوات ينبغي أن يتبعها الزوج، وهي أن يذكرها زوجها بالله ويخوفها وعيده لارتكابها ما حرم الله جل وعلا عليها من معصية زوجها، فإن لم يجد معها ذلك فليهجرها في المضجع، فإن لم يصلحها ذلك فله أن يضربها ضربا غير مبرح، قال الله تعالى: {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان عليًا كبيراً}. [النساء : 34] .
وليس الطلاق أولها بل هو آخرها. فنوصيك بالصبر ومحاولة علاجها والدعاء لها بالهداية والصلاح، فإن صلح حالها فالحمد لله، وإلا فارقتها. ولا شك في أن تطليق الزوجة قد يجلب غالبا ضررا للأولاد وينبغي أن تتحرى الحكمة في التعامل معها تفاديا للآثار السلبية التي يخشى أن تترتب على وقوع الطلاق.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.