السؤال رقم (2075): هل صح “حسبي الله في كل من سحر وعقد” في الرقية؟
نص الفتوى: أنا لقيت منشور على موقع تواصل لأحد الرقاة وجهلًا منى أو استخفافًا لم أرعى للموضوع أهمية قررنا نجرب ما قال هو في منشوره أصر على قول “حسبي الله فيمن سحر وعقد ” لمدة دقيقة ومن تم إخباره بما يحدث إليك فكان أنه عملنا أنا وإخوتي لثنين ما قال فحدث أن واحدة من أخواتي لم تستطع فتح عيناها وأصابها اختناق وبذات تبكي فاندهشنا وخفنا لكنى استجمعت قواي وقعدت أقرأ لها في آية الكرسي إلى أن رجعت لوعيها.
أنا أحببت أن أعرف هل صح “حسبي الله في كل من سحر وعقد” صحيحة أم مجرد تعويذات مضرة لشيوخ مع احتراماتي. أفيدوني عن قريب. شكرا
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فأولاً: الدعاء بقول (حسبي الله ونعم الوكيل) من أعظم الأدعية الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة، وله نفعٌ عظيم وأثرٌ بالغ لأن فيه اعتصاماً بالله جلَّ وعلا، وحُسن التوكّل عليه، وتفويض الأمر إليه.
ويناسب هذا الدعاء كل موقف يصيب المسلم فيه هم أو فزع أو خوف، وكذلك كل ظرف شدة أو كرب أو مصيبة، فيكون لسان حاله ومقاله الالتجاء إلى الله، والاكتفاء بحمايته وجنابه العظيم عن الخلق أجمعين.
ومعلوم أن السحرَ من أظلمِ الظُلم الذي لا يرتضيه الله تعالى لأنه يترتب عليه الإضرار بالخلق بالقتل والمرض وغير ذلك. فإذا قال المظلوم (حسبي الله ونعم الوكيل فيمن ظلمني أو فيمن سحرني أو قهرني ونحو ذلك من الظلم الذي وقع عليه) فلا أرى حرجاً في ذلك، وإن اقتصر على قوله (حسبي الله ونعم الوكيل) فهو أولى فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:
(حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ: قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِي فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالُوا: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) فلم يزيدوا عليها، ومن تعلّق قلبه بالله وفوض الأمر إليه كشف عنه ضُرّه، وفرّج همَّه، ونصره على من ظلمه.
ثانياً: ما ذكرته السائلة من جعل ذلك لمدة دقيقة أو عدد معين من قولها (حسبي الله ونعم الوكيل فيمن فعل كذا) ومن ثم اخباره بما يحدث إليك وما حصل لأختها من الاختناق ….. إلى آخر ما ذكرته في رسالتها. أقول لم يرد في حديث خاص أن من قالها كان له من الأجر كذا وكذا أو حصل لمن ظلمه بسحر وغيره كذا وكذا، بل هذا مدخل من مداخل الشيطان وأقرب إلى الشعوذة.
والله أعلم ٠ وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.