السؤال رقم: (4834): عندما يقول لي أحد غير مسلم (هل عندك دليل على أن الله لا يتجسد) فكيف أرد عليه؟
الجواب: هذه القضية يثيرها النصارى في كل وقت لإثبات عقيدتهم الواهية والباطلة في تجسد الإله والتي يحاولون إيجاد دليل عليها في القرآن الكريم أو السنة النبوية ليدللوا بها على باطلهم وافترائهم على الله سبحانه وتعالى.
وللرد على هذه الشبهة يُقال:
التجسد في حق الإله محال، لأن التجسد يقتضي المشابهة والله تعالى يقول: ” لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”
والله عز وجل ثبتت له كل صفات الكمال، واستحالت عليه كل صفات النقص.
والتجسد من صفات النقص التي ينفيها المسلمون جملة وتفصيلًا عن الله عز وجل وينزهونه تعالى عن مشابهة الحوادث.
والتجسد يقتضي أمورًا منها:
إمكانية تحيزة، والتحيز محال على الله تعالى فهو المحيط بكل شيء ولا يحيط به شيء. قال تعالى: ” وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا” .
والتجسد يقتضي إمكانية الرؤية، والله تعالى يقول” لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ”.
والتجسد يقتضي مشابهة الحوادث من الإنجاب أو الزوجة والله تعالى يقول: “وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ. بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ”.
وغير ذلك من صفات العجز والنقص التي يقتضيها التجسد، والتي يفتري بها أهل الأهواء والملل الباطلة على الله عز وجل.
ولقد رد الله عز وجل على هؤلاء وعاب عليهم تجسيدهم للإله فقال تعالى: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ”
وقال تعالى: “وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ.
وأختم بما خاطبهم الله عز وجل به فقال سبحانه: “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا. لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا”.