السؤال رقم: (4859): هل ضُعّف حديث امتناع الرسول ﷺ عن أكل الأرنب؟

الجواب: الأرنب من الحيوانات التي يجوز أكلها؛ وذلك باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّةِ، والمالِكيَّةِ، والشَّافِعيَّةِ، والحَنابِلةِ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك. فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أنه صاد أرنباً، وأتى بها أبا طلحة (فَذَبَحَهَا فَبَعَثَ بِوَرِكِهَا وَفَخِذَيْهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبِلَهُ) رواه البخاري (5535) ومسلم (1953). وفي رواية البخاري:” أنفَجْنا أرنَبًا بمَرِّ الظَّهرانِ، فسعى القَومُ فلَغَبوا، فأدرَكْتُها، فأخَذْتُها، فأتيتُ بها أبا طَلحةَ فذَبَحَها وبعَثَ بها إلى رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِوَرِكِها أو فَخِذَيها- قال شعْبةُ: فَخِذَيها لا شَكَّ فيه- فقَبِلَه، قُلتُ: وأكَلَ منه؟ قال: وأكَلَ منه)

قال النووي رحمه الله: ” وَأَكْل الْأَرْنَب حَلَال عِنْد مَالِك وَأَبِي حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَالْعُلَمَاء كَافَّة , إِلَّا مَا حُكِيَ عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ وَابْن أَبِي لَيْلَى أَنَّهُمَا كَرِهَاهَا . دَلِيل الْجُمْهُور هَذَا الْحَدِيث مَعَ أَحَادِيث مِثْله, وَلَمْ يَثْبُت فِي النَّهْي عَنْهَا شَيْء ” انتهى من “شرح مسلم للنووي”.

وقد أكل الأرانب من الصحابة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ورخص فيها أبو سعيد الخدري وعطاء وابن المسيب والليث وأبو ثور وابن المنذر.

أما ما يثيره البعض من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يأكلها وقال بعد ما قدمت له: “إنها تحيض”، فالأحاديث التي وردت في ذلك ضعيفة قال الإمام ابن حجر رحمه الله:” واحتج بحديث خزيمة بن جزء رضي الله عنه أنه قال: قلت يا رسول الله ما تقول في الأرنب قال لا آكله ولا أحرمه قلت فإني آكل ما لا تحرمه ولم يا رسول الله قال نبئت أنها تدمى” وسنده ضعيف ولو صح لم يكن فيه دلالة على الكراهة”