السؤال رقم: (4951) هل كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تدرس وتعلّم الرجال وهل كان لها حلقة في المسجد أو في بيتها؟ وكذا باقي نساء الرسول ﷺ؟
الجواب: كانت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها – من أكبر فقهاء الصحابة، والمرجع الأول في الحديث والسنة، والفقيهة الأولى في الإسلام، وكان فقهاء أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يرجعون إليها في المعضلات فيجدون عندها الأجْوِبة، وقد تفقه بها جماعة من الصحابة والتابعين وحدَّثوا عنها.
ومن جهودها – رضي الله عنها – في حفظ الدين وخدمة السنة النبوية أنها كانت حريصة على بثِّ ما عندها من علم وعدم كتمان ما سمعته في بيت النبوة من الحكمة والموعظة الحسنة، فحفظت للأمة بضعة آلاف من حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – منها ألفان ومائة وعشرة أحاديث في الكتب الستة.
وممن روى عنها من الصحابة: عمرو بن العاص، وأبو موسى الأشعري، وأبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، والسائب بن يزيد، وزيد بن خالد الجهني وغيرهم رضي الله عنهم.
وممن روى عنها من التابعين: مسروق بن الأجدع، وعلقمة بن قيس، والأسود بن يزيد النخعي، وسعيد بن المُسيِّب، وعبد الله وعروة ابنا الزبير (ابنا أختها)، والقاسم بن محمد بن أبي بكر (ابن أخيها)، ومُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخير، وعمرو بن ميمون، وخلقٌ كثير.
أما باقي نساء النبي صلى الله عليه وسلم فمنهن المتوسطات في الفتيا كأم سلمة ومنهن المقلِّات في الفتيا، كصفية أم المؤمنين، وحفصة، وأم حبيبة -رضي الله عنهن -.
ولم يكن لهن ـــ رضي الله عنهن ـــ حلق بالمسجد أو في بيوتهن بل كانوا يبثون علمهن من خلال الفتوى وسؤال الصحابة عن أحوال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يشكل عليهم فيفتونهم من وراء حجاب.