السؤال رقم: (4968) ما حكم أي لعبة يستخدم فيها النرد، مع العلم أنه لا يستخدم فيها أي مبالغ مالية، وما حكم ترك استخدام النرد واستبدالها بالباصرة، لاستخدام الأرقام فقط؟
الجواب: أولاً: كل لعبة دخل فيها النرد فهي محرمة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه” رواه مسلم. والنردشير هو النرد، عجمي معرب، و(شير) معناه حلو.
وروى أبو داود وابن ماجه: “من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله” فهذا عام في لعب النرد سواء الطاولة وغيرها. وقد كان ابن عمر إذا وجد أحدا من أهله يلعب بالنرد ضربه وكسرها. رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
ثانياً: اللعب بالورق أو ما يسمى بالباصرة إذا أدى إلى تضييع حق من الحقوق أو الصد عن فريضة من الفرائض كأن يتشاغل بها عن صلاة أو عن طاعة الوالدين أو تؤدي إلى إثارة العداوة أو البغضاء، فإنها تكون محرمة عندئذ، وأما إن كانت لا تضيع حقا من الحقوق ولا تشغل عن طاعة الله فإن اللعب بها يكون من خوارم المروءة خاصة إذا أكثر الرجل منها.
هذا إذا كان اللعب بها من غير عوض، فإن كان بعوض كان التحريم واضحاً، لأنها حينئذ ميسر والله تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) [المائدة: 90].
والواجب على كل مسلم أن يحفظ وقته، وأن يحرص أن لا يفوّته إلا فيما ينفعه في أمر دينه، أو دنياه، فإن الوقت من أغلى ما أنعم الله به على الإنسان، لذلك كان من أول ما يسأل عنه يوم القيامة، كما في سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم”.