السؤال رقم: (5032) أيهما أفضل الذهاب قبل الآذان وانتظار الصلاة وصلاة الراتبة في المسجد، أم أنتظر بعد الآذان وأصلي الراتبة في البيت؟ بتاريخ 4-11-1441هـ
الجواب: الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وبعد:
فقد دلّت السنة على استحباب التبكير إلى صلاة الجماعة، وحضت على المبادرة إلى إتيانها، كما حضت على الصف الأول، ويلزم منه السبق لدخول المسجد؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير، لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح، لأتوهما ولو حبوًا”.
وهذا الحديث ظاهر في الحض على التبكير إلى المساجد قبل الصلاة، وعن زيد بن ثابت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة”. وهذا الحديث ظاهر في الحض على آداء الرواتب في البيت
ولا تعارض بين أفضلية أداء الراتبة في البيت والتبكير إلى المسجد، فبإمكان المسلم أداؤها في بيته بعد دخول وقت الصلاة ثم يبادر إلى المسجد والمرابطة فيه منتظرا للفريضة مع تعمير وقته بالنافلة أو تلاوة القرآن أو ذكر الله تعالى.
فإذا كان يعلم أن المسجد الذي يصلي فيه يبكر بالإقامة وقد تفوته تكبيرة الإحرام أو تفوته بعض الركعات وذلك لصلاته النافلة في البيت، فهنا الأولى له أن يبادر بالإتيان إلى المسجد ويصلي الراتبة في المسجد ليدرك تكبيرة الإحرام والصلاة من أولها، فصلاة النافلة في المسجد، جائزة؛ لأنه صح أن بعض الصحابة كانوا يصلون النافلة في المسجد، والنبي اطلع عليهم وأقرهم.
وعلى المسلم أن يحرص على آداء السنن البعدية في البيت.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.