السؤال رقم: (5127) ما الرأي في الرسالة القشيرية وإحياء علوم الدين. هل فيهم فوائد؟
الجواب: أولاً: أما الرسالة القشيرية فهي لأبي القاسم القشيري، جرى فيها على مذهب الأشاعرة في الأصول من تأويل صفات الله تعالى، متبعا لشيخه أبي بكر بن فورك، وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية على أن أبا القاسم القشيري سلك سبيل الأشعرية كما ذكر ذلك في كتاب (الاستقامة ص 183). وهذا خلاف عقيدة أئمة أهل السنة والجماعة في صفة العلو والاستواء.
ومما في الرسالة أيضا مما اشتهرت به مذاهب المتصوفة: وموقفهم من الأسباب والتعامل معها،
ومما يلاحظ أيضا على متن الرسالة كغيرها مما ألف في هذا المجال: وجود حكايات عن بعض المشايخ تحمل معاني مخالفة لظواهر الأدلة الشرعية، وكذلك أحاديث واهية منسوبة للنبي -صلى الله عليه وسلم-
أما كتاب إحياء علوم الدين، فقد مدحه قوم حتى غلو في مدحه وقالوا: من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء، وذمه قوم حتى أفتوا بحرقه ومنعه.
والحق أن كتاب الإحياء فيه نفع كثير، وفيه طامات وبلايا توجب منع قراءته، إلا من الخبير المطلع على عقائد الصوفية والحلولية والفلاسفة، المتحصن بعقيدة السلف الصالح.
وما فيه من الخير موجود في غيره من الكتب، ككتاب: مختصر منهاج القاصدين للمقدسي، وأصله لابن الجوزي الذي اختصره من إحياء علوم الدين، وقال في أوله (فاعلم أن في كتاب “الإحياء” آفات لا يعلمها إلا العلماء، وأقلها الأحاديث الباطلة الموضوعة، والموقوفة وقد جعلها مرفوعة وإنما نقلها كما اقتراها لا أنه افتراها، ولا ينبغي التعبد بحديث موضوع والاغترار بلفظ مصنوع.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/339:
(ثانياً: أما “الإحياء” ففيه من الأحاديث الباطلة جملة، وفيه خير كثير لولا ما فيه من آداب، ورسوم، وزهد من طرائق الحكماء ومنحرفي الصوفية نسأل الله علما نافعاً. تدري ما العلم النافع؟ هو ما نزل به القرآن، وفسره الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً، ولم يأت نهي عنه. قال عليه السلام: “من رغب عن سنتي فليس مني” فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله، وبإدمان النظر في الصحيحين، وسنن النسائي، ورياض النووي وأذكاره تفلح وتنجح. وإياك وآراء عباد الفلاسفة ووظائف أهل الرياضات، وجوع الرهبان، وخطاب طيش رؤوس أصحاب الخلوات، فكل الخير في متابعة الحنفية السمحة، فواغوثاه بالله، اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم) انتهى كلام الذهبي.