السؤال رقم: (5142) هل من يشاهد مقطعًا في اليوتيوب يتحمل وزر كل من يشاهده بهده لأنه بمشاهدته يزيد أعداد المشاهدة؟
نص السؤال: قرأت على الإنترنت فتوى بأن الذي يشاهد مقطعًا فيه محظور شرعي على موقع يوتيوب فإن له كفلاً من آثام كل من شاهد هذا المقطع أيضا؛ لأن موقع يوتيوب يعتمد في نشر المقاطع وشهرتها على حسب المشاهدات التي وردت على هذا المقطع وكذلك على الاشتراكات في قناة صاحب المقطع؛ وبناء عليه فاعتبرت الفتوى أن كل من شاهد المقطع فإنه ساهم في انتشاره وشهرته وكذلك فإن صاحب المقطع قد يستفيد مالياً من نفس شركة يوتيوب كلما زادت المشاهدات والاشتراكات وبالتالي فإن مشاهد المقاطع يتحمل وزراً في كل هذا، ما هو التوجيه في هذه الحالة أثابكم الله؟
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فأولًا: من وضع أغنية أو غيرها على صفحته بحيث يتمكن غيره من تحميلها من خلاله فهو آثم بذلك وعليه وزر الدلالة على الشر. وسواء كان وضع هذه المادة على صفحته بنفسه أو أخذها من غيره، ما دام سعى إلى نشرها بوضعها على صفحته، لا إن كانت موضوعة على صفحة غيره وتوصل إليها إنسان من خلاله فلا إثم عليه لعدم قصده لنشرها، ولكن ينبغي للمسلم ألا يصاحب إلا أهل الخير والصلاح ممن لا يتعاطون هذه المنكرات.
ثم إن ما ذكرناه هو فيما إذا لم يتب المرء من المعصية التي نشرها بين الناس، ومن توبته أن يسعى في الاتصال بالمواقع التي نشرت فيها تلك الأغاني عن طريقه إن استطاع ذلك ويقنعهم بمحو الأغاني منها، فإن لم يقبلوا أو لم يتمكن من الاتصال بهم فما عليه إلا أن يخلص ويصدق في التوبة، فقد نص أهل العلم على أن من تاب من ذنب، وبقي أثره تقبل توبته، ومثلوا لذلك بمن نشر بدعة ثم تاب منها.
ثانياً: أما بخصوص ما ذكرته فإن تكثير عدد مشاهدات المقاطع المحتوية على المحرمات، نوع من الإعانة على نشرها، وعليه: فإن من شاهد مقطعا محرماً، يناله من إثم مشاهديها بقدر ما أدت إليه مشاهدته من ترويج، ونشر لذلك المقطع، وبه تعلم أن الأمر جد خطير وأن على المسلم أن يقي نفسه ارتكاب ذنوب لا ينقطع عنه إثمها ويضاعف وزرها عليه كلما ضل بها ضال.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.