السؤال رقم: (5145) ما توجيهكم لمن يعاني من سلس البول فيما يتعلق بالطهارة والصلاة؟
نص السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
تخرج مني قطرات بول بعد ما أنتهي من التبول وتنقطع بعد دقائق ثم يخرج مني سائل أبيض ولكن ما له وقت محدد، الطبيب قال لي لا تهتم فيها (القطرات) وتوضأ وصلّ.
وأنا لا أستطيع وضع شيء على مكان الخارج كمناديل ونحوه لأني أجد مشقة وحرجًا في وضعها.
وهل يلزم غسل العضو والملابس الداخلية وما يُصيب البدن من القطرات والسائل أيضاً أجد مشقة وحرجًا في غسلها. وأنا لا أُصلي إلا إذا انقطعت القطرات يعني بعد عشر دقائق تقريباً.
السؤال الأول:
أنا أُصلي على حالتي هذه بدون ما أغسل العضو واللبس الداخلي وما يُصيب البدن من القطرات والسائل لأني أجد مشقة وحرجًا في غسلها فهل صلاتي صحيحة؟
السؤال الثاني:
” في الاستنجاء من البول أستخدم المناديل فقط، هل إذا خرجت القطرات أو السائل أرجع وأعيد مسحها أو أتركها بدون مسح وغسل؟
توسعت في شرحي من باب توضيح حالتي لا من باب الوساوس كفانا الله شره.
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد.
فالمشروع لك أخي السائل في الاستنجاء أن تغسل المخرج بالماء أو تمسحه بمنديل ونحوه من الطاهرات فقط، ولا يلزمك أن تفتش ملابسك بعد انقطاع البول والأصل في الذكر أنه بعد البول ينكمش فهو كالضرع إن تركته انكمش وإن حلبته در كما ذكر شيخ الإسلام, ولو فرض نزول شيء لم تعلم به، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وقد ذهب جمع من العلماء إلى أن من صلى بنجاسة يجهلها فإن صلاته صحيحة، وإذا كان البول يستمر في الخروج حقيقة وليس وسوسة كما جاء في سؤالك وكان له وقت ينقطع فيه كما ذكرت فانتظر وقت انقطاعه ثم استنج بعد ذلك وتوضأ وصل ولا تطالب بأكثر من هذا، قال شيخ الإسلام: وَأَمَّا مَنْ بِهِ سَلَسُ الْبَوْلِ ـ وَهُوَ أَنْ يَجْرِيَ بِغَيْرِ اخْتِيَارِهِ لَا يَنْقَطِعُ ـ فَهَذَا يَتَّخِذُ حِفَاظًا يَمْنَعُهُ فَإِنْ كَانَ الْبَوْلُ يَنْقَطِعُ مِقْدَارَ مَا يَتَطَهَّرُ وَيُصَلِّي وَإِلَّا صَلَّى وَإِنْ جَرَى الْبَوْلُ كَالْمُسْتَحَاضَةِ تَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ. اهـ.
أما إذا تيقنت يقينًا جازمًا أنه قد تساقط شيء من البول، ففي هذه الحالة الواجب عليك – عند أكثر العلماء – أن تطهر بدنك وثيابك قبل الصلاة، ويرى بعض العلماء أنه إذا كان هذا الشيء دائمًا معك – أي يأتيك كل يوم – وينزل البول بغير اختيارٍ منك، فهذا يعُدُّونه ضمن الحالات التي يتعسَّر التحرز منها، فيُفتي فقهاء المالكية بأنه لا يجب غسل هذه النجاسة للمشقة.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.