السؤال رقم: (5184) هل دعاء أحد الأبوين مستجاب حتى بعد إرضائهم والاعتذار لهم؟
نص السؤال: إذا والدي أو والدتي قالت إن لعبت هذه اللعبة أن يذهب الله بصرك وبعد فتره جالستها وأقنعتها أن اللعبة فقط للتسلية وليس بها أي محرمات ولا تلهيني عن صلاتي فوافقت فهل لو لعبت هذه اللعبة أن يذهب الله بصري أو أن تسحب الدعوة؟
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فدعاء أحد الأبوين لولده أو عليه مستجاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثَلاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ ) رواه ابن ماجه (3862) وحسنه الألباني في “سلسلة الأحاديث الصحيحة” (596) . ولفظ الإمام أحمد (7197) : ( وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ ) .
فمن الخطأ الذي يقع فيه كثير من الآباء والأمهات أنهم يدعون على أولادهم إذا حصل منهم ما يغضبهم، والذي ينبغي هو الدعاء لهم بالهداية وأن يصلحهم الله ويلهمهم رشدهم.
ومن رحمة الله تعالى أنه لا يستجيب دعاء الوالدين على أولادهما إذا كان في وقت الغضب والضجر، وذلك لقوله تعالى: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} يونس/11.
ثانياً: إذا كنت قد أقنعت والدتك بما ذكرت فوافقت فلا حرج عليك في ذلك، فإن العقوق من الولد لوالديه: إذا كان لم يقم بواجبهما، أو قصر في حقوقهما.
وإن كان الأولى في حقك طاعة والدتك في ترك هذه اللعبة براً بها وطاعة لها والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.