السؤال رقم: (5233) سمعت شيخًا ثقة يقول: في أمريكا رجل حمل ووضع، تم التخصيب خارج ومن ثم أدخل في بطنه، الكلام هذا قرأته في جريدة فكيف ذلك؟ وهل يتعارض مع قوله تعالى: “مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ”؟
الجواب: فقد ظهر في زماننا من يزعم أن الرجل يجوز أن يحبل ويلد كالأنثى مع أن التركيب البيولوجي للرجل لا يمكن منه حصول ذلك فلا يوجد مبيض ولا رحم ولا يمكن أن يحيـض ـ مثل المرأة، كما أنه لا يمكن أن يحمل قطعا، فلو كان الرجل يجوز عليه الحمل والولادة كما يزعم هؤلاء لما خص الله تعالى في القرءان الأنثى بأنها تحمل وهذا أقوى دليل لمن ءامن بالله وما أنزل في كتابه، قال الله تعالى : { اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ }[ سورة الرعد: 8]
فانظر قوله عز وجل الله يعلم ما تحمل كل أنثى ولم يقل كل أنثى وذكر، فدل على أن الحمل للإناث فقط. وهو إجماع، حتى سائر الملل لا يقولون إن الرجل يحمل ويلد. فأي حضيض نزل فيه هؤلاء.
ومعلوم أن الحمل يكون في الرحم والرجل لا رحم له، وقد جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الصادق المصدوق: ” إن أحدكم يُجمَعُ خلقه في بطن أمه أربعينَ يومًا نُطفَة ثم يكون علقَةً مثلَ ذلك ثم يكونُ مُضغَةً مثلَ ذلك ثم يُرسَلُ إليه الملَك فيَنفُخ فيه الرّوح ويؤمَرُ بأربع كلمات : بكَتْب رِزقِه وأجَلِه وعمَلِه وشقيّ أو سعيد فو الله الذي لا إله غيرُه إنّ أحدَكُم ليَعمَلُ بعمل أهلِ الجنّة حتى ما يكونُ بينَه وبينها إلا ذِراع فيسبِق عليه الكتابُ فيَعملُ بعمل أهلِ النار فيدخلُها وإنّ أحدَكُم ليَعمَلُ بعملِ أهلِ النار حتى ما يكونُ بينَه وبينَها إلا ذراعٌ فيَسبق عليه الكتابُ فيعملُ بعمل أهلِ الجنّة فيدخلُها” رواه البخاري برقم (١٥٤٣).
فقوله صلى الله عليه وسلم :” إنّ أحدَكم يُجمَع خَلقُه في بطن أمّه” ولم يقل في بطن أبيه أو في بطن أمه أو أبيه، هو دليل قاطع على أن الرجل لا يحمل.
فالحاصل أن الحمل للأنثى لا للرجل، لأن الرجل لا رحم له، ومن قال إن للرجل رحما فيحمل ويلد فهو كاذب لأنه يخالف الحقائق المقطوع بها.