السؤال رقم: (5264) هل يجوز للابن الصلاة في البيت خوفًا على أبيه المريض من انتقال وباء كورونا إليه.
نص السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الفاضل تحية طيبة وبعد: والدي عمره 87 عاماً وعنده أمراض مزمنة (ارتفاع ضغط الدم وحساسية على الصدر) وأنا أعيش معه في المنزل.
حالياً أصلي في البيت ولا أذهب لصلاة الجماعة حتى يستقر الوضع عندنا حرصاً مني على سلامته وخوفًا من أن يصيبني أي عدوى وتنتقل إليه وبالتالي يكون الوضع خطراً عليه نظراً لكبر سنه بالإضافة للأمراض التي ذكرتها …فهل يحق لي ذلك أم يجب عليّ أن أذهب لصلاة الجماعة مع العلم أني أذهب لصلاة الجمعة. أتخلف فقط عن الصلوات الخمس تجنباً للاختلاط والعدوى كما ذكرت.
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد.
فلا حرج أبها السائل في التخلف عن الصلاة في المسجد خوفا من الإصابة بالمرض المذكور، لاسيما خوفك على والدك من أن تصاب بالمرض فتكون سبباً في نقل العدوى لوالدك، وقد ذكر الفقهاء أن من الأعذار المبيحة للتخلف عن الجمعة والجماعة الخوف من حدوث المرض.
جاء في الإنصاف للمرداوي(4/464): “وَيُعْذَرُ فِي تَرْكِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ الْمَرِيضُ بِلَا نِزَاعٍ، وَيُعْذَرُ أَيْضًا فِي تَرْكِهِمَا لِخَوْفِ حُدُوثِ الْمَرَضِ”. اهــ.
ومن عُلِمَ أنه مصاب بالوباء مُنِعَ من دخول المسجد حتى لا يتأذى به الناس، وقد نص الفقهاء على منع المجذوم من المسجد على سبيل الوجوب خشية ضرره على الناس.
جاء في أسنى المطالب لزكريا الأنصاري الشافعي(1/215): وَقَدْ نَقَلَ الْقَاضِي عِيَاضٌ عَن الْعُلَمَاءِ أَنَّ الْمَجْذُومَ وَالْأَبْرَصَ يُمْنَعَانِ مِنْ الْمَسْجِدِ وَمِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ، وَمِنْ اخْتِلَاطِهِمَا بِالنَّاسِ. اهـ.
وهذا المنع بسبب الضرر الذي يلحق الناس بمخالطته.
وهنا أنبه على أمر مهم، وهو أن مثل هذه النوازل العامة ينبغي أن يُرجَع في تقدير ضررها ونسبة وقوعه إلى أهل الاختصاص والجهات المعنية والهيئات الصحية، فهم أهل الذكر في هذه القضية. ولا يستبد المرء فيها برأيه وتقديره الشخصي.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.