السؤال رقم: (5275) الزنا في نهار رمضان قبل سنتين، وما يترتب عليه؟
الجواب: فما ارتكبه هذا الرجل منكرٌ شنيع، وإثمٌ فظيع، فقد جمع بين كبيرتين من أعظم الكبائر وأكبر الذنوب، أولاهما الزنا ـ والعياذ بالله ـ والذي تبعته عظيمة وعاقبته وخيمة، ولذا جعل الله عقوبة فاعلها إذا كان محصناً أن يُرجم بالحجارة حتى الموت، قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} {الإسراء: 32}.
وثانيتهما هي: تعمد الفطر في نهار رمضان، والذي هو أعظم من الزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس والعياذ بالله، قال الذهبي في الكبائر (ص 64): (وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا مرض ولا غرض (أي بلا عذر يبيح ذلك) أنه شر من الزاني ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والانحلال) اهـ .
والواجب على هذا الشخص أن يعتصر قلبه ندماً، وأن يبادر بالتوبة النصوح إلى الله عز وجل، لعل الله أن يقيل عثرته ويغفر زلته، وليعلم أنه إن صدق في توبته، فإن الله تعالى يغفر له، فإن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. كما في صحيح مسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه. والواجب عليه كذلك أن يقضي هذين اليومين الذين تعمد فطرهما لأمر النبي صلى الله عليه وسلم المجامع في نهار رمضان أن يقضي يوماً مكانه، أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
ويجب عليه مع القضاء الكفارة، وهي: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا. وهذه الكفارة على الترتيب الذي ذكرناه في قول الجمهور، فلا يجزئه الإطعام مع القدرة على الصيام.
وما ذكرناه من وجوب التوبة والقضاء فإنه يجب على المرأة كذلك، وتجب الكفارة عليها إن كانت مطاوعة.