السؤال رقم (5319) ما حكم الدعاء بهذه الصيغة: (اللهم أنت الحبيب والطبيب والعزيز وأنت الفرج؟
الجواب: دعاء الله تعالى بلفظ ” اللهم أنت الحبيب وأنت الفرج!” ليس هو من الدعاء باسم من أسماء الله تعالى الحسنى، فالأولى استبدالها باسم من أسمائه تعالى كـ “الودود”.
لكن لوا استعملها إنسان في دعائه: فلا حرج في ذلك ، لكن ينبغي التنبه، أن هذا اللفظ من باب الإخبار، ولا نعتقده اسما لله تعالى ، كالرحيم والغفور والودود وغيرها من أسماء الله الحسنى؛ لأنه لا يُعلم نص من الوحي يخبر أن من أسماء الله تعالى “الحبيب أو الفرج “، وأسماء الله توقيفية لا يثبت منها إلا ما أثبته الوحي الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: أما اسمه العزيز فهو من أسماءه الحسنى التي أمر الله تعالى بدعائه بها ، وأما الطبيب فقد ثبت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وصف الله تعالى بالطبيب في عدة أحاديث منها: حديث أبي رمثة رضي الله عنه، وفيه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أرني هذا الذي بظهرك، فإني رجل طبيب، قال: الله الطبيب، بل أنت رجل رفيق، طبيبها الذي خلقها. رواه أبو داود واللفظ له، وأحمد، وصححه الألباني وأحمد شاكر.
وحديث عائشة رضي الله عنها قالت: ثم مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضعت يدي على صدره فقلت: أذهب البأس، رب الناس، أنت الطبيب، وأنت الشافي، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: ألحقني بالرفيق الأعلى. رواه أحمد والنسائي في السنن الكبرى، والبيهقي في كتابه الأسماء والصفات، وصححه شعيب الأرناؤوط في تخريج مسند أحمد.
أما تسمية الله تعالى باسم الطبيب على وجه الإطلاق دون تقييد فلا، وعلى هذا درج البيهقي والمناوي وغيرهما.
وبناء على ذلك نقول: الطبيب صفة من صفات الله تعالى وليست اسماً، قال البيهقي في كتاب (الأسماء والصفات): فأما الطبيب فهو العالم بحقيقة الداء والدواء والقادر على الصحة والشفاء، وليس بهذه الصفة إلا الخالق البارئ المصور، فلا ينبغي أن يُسمى بهذا الاسم أحد سواه، فأما صفة تسمية الله جل ثناؤه فهي: أن يذكر ذلك في حال الاستشفاء، مثل أن يقال: اللهم إنك أنت المُصح والممرض والمداوي والطبيب ونحو ذلك، فأما أن يقال: يا طبيب كما يقال: يا رحيم أو يا حليم أو يا كريم، فإن ذلك مفارقة لآداب الدعاء. والله أعلم… إلخ. انظر الأسماء والصفات (1/217) للبيهقي.