السؤال رقم (5320) ما الرابط المشترك بين جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وبين تيمموا صعيدًا طيبًا. وجزاكم الله خيرًا؟
الجواب: من الخصائص التي اختصّ الله عز وجل بها النبي صلى الله عليه وسلم وأمته أن جعل الأرض مسجدًا وطهورًا، فمتى حضرت الصلاة صلى المسلم في أي موضع كان.
قال صلى الله عليه وسلم: “أعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، فأيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لي المَغانِمُ ولَمْ تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلِي، وأُعْطِيتُ الشَّفاعَةَ، وكانَ النبيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خاصَّةً وبُعِثْتُ إلى النّاسِ عامَّةً” أخرجه البخاري برقم (335).
ومن الأدلة على طهارة الأرض جواز التيمم بها حال فقد الماء أو عدم القدرة على استخدامه، قال تعالى: “وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أو على سَفَرٍ أو جاء أَحَدٌ مِنْكُمْ من الْغَائِطِ أو لاَمَسْتُمْ النِّسَاءَ فلم تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا”.
ولا تعارض بين كون الأرض كلها مسجدًا وطهورًا، وبين أن الله عز وجل أمر أن يكون التيمم بمكان طيب أي طاهر، فلا يجوز التيمم بتراب أصابته نجاسة، ولا يُقال كيف التراب نجس والله جعل الأرض كلها مسجدًا وطهورًا.
فإن طهارة الأرض هي الأصل، وربما خرجت عن هذا الأصل بعارض كالنجاسة، فلا تعود للأصل وهو الطهارة إلا بزوال هذه النجاسة.
ولذا لا تصح الصلاة في دورات المياه رغم أنها من الأرض، لأنها خرجت عن أصل الطهارة باتخاذها محلًا للنجاسة.