السؤال رقم (5328) توجد آيات في القرآن الكريم كثيرة دائمًا ما تبدأ بالذكر قبل الأنثى. هل المعنى في هذا تفضيل الذكر على الأنثى؟ هل الأنثى تبع للذكر والذكر هو الأصل؟
الجواب: أولًا: يجب على المسلم الاستسلام، والانقياد، والطاعة لكل ما أمر به الله عز وجل، ولا يلزم معرفة الحكمة من ذلك، لقوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا). الأحزاب/36. وهذا هو مقتضى الإيمان.
ثانيًا: أما قول السائلة بأن الإسلام فضّل الذكر عن الأنثى فالأمر ليس على إطلاقه. ولقد أفنى أعداء الإسلام أعمارهم في ترديد هذه الشبهة ونشرها للنيل من الشريعة وإيصال الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين. وللتوضيح أقول:
– ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في أصل الخلق والتكريم. قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ {الأنعام: 98}. وقال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} {الإسراء:70}..
– ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في التكليف قال تعالى: ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”{الذاريات: 56}.
– ساوى بين الرجل والمرأة داخل الإطار الأسري فجعل لكل منهما حقوقًا وواجبات. وجعل القوامة للرجل والمقصود بها أنه القائم على أمر بيته والراعي لأهله. قال تعالى: “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ” {البقرة: 233}.
ثالثًا: تفضيل الرجل على المرأة ورد في أمور كثيرة كالنبوة والرسالة والخلافة والحكم والقيادة. جعلها الله عز وجل في الرجل قال ابن كثير قوله تعالى: “الرجال قوامون على النساء” أي الرجل قيم على المرأة ، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت ، ” بما فضل الله بعضهم على بعض” أي لأن الرجال أفضل من النساء ، والرجل خير من المرأة ، ولهذا كانت النبوة مختصة بالرجال ، وكذلك الملك الأعظم لقوله صلى الله عليه وسلم : ” لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ” رواه البخاري من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه ، وكذا منصب القضاء وغير ذلك ، “وبما أنفقوا من أموالهم” أي من المهور والنفقات والكلف التي أوجبها الله عليهم لهن في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فالرجل أفضل من المرأة في نفسه ، وله الفضل عليها والإفضال ، فناسب أن يكون قيما عليها ، كما قال الله تعالى : “وللرجال عليهن درجة” الآية ، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: “الرجال قوامون على النساء” يعني أمراء ، عليها أن تطيعه فيما أمرها به من طاعته ، وطاعته أن تكون محسنة لأهله حافظة لماله ) اهـ.
وهذا التفضيل في الجملة، لكن قد تكون بعض النساء أفضل من فئات الرجال والتاريخ شاهد على ذلك.