السؤال رقم (5549) ما توجيهكم لمن ابتلي بالوساوس في أمور العبادات وغيرها؟
نص الفتوى: السلام عليكم يا شيخ، أنا بكتب لك معاناتي، أنا عندي وسواس قهري من ٤ سنوات ورحت عند ٥ أطباء وما أحس بتحسن عندي وسواس في كل أمور الدين النية أني أقطعها بإرادتي وأنا أتقطع من داخلي ما أبي بس كثر الضغوط علي تخليني أسويها أو الوسواس في الصلاة أو الوضوء أو النجاسة البول والغائط والدم أكرمك الله أو المني والمذي والودي أكرمك الله صرت أحس كل شيء يثيرني وأسفه على صراحتي أحس أي شيء يلمسني جماد أو شيء يثيرني وأنا ماكنت كذا صرت أخاف من النوم عشان الاحتلام وأخاف من اليقظة عشان المني صرت أخاف من كل شيء وحتى الصيام أخاف من قطع النية وشفايفي من كثر ما أمسحها بالمناديل تنزف دم وأخاف ابتلعه من على شفايفي وتروح نص ساعة وأنا اجفف الدم عند الغسالة أخاف من الوضوء يدخل فمي مع أني ما ما أتمضمض صرت أفكر بالانتحار وأدور فتوى تجيز لي الانتحار مع إني قريت في كل المذاهب وأعرف أغلب الأحكام بس خلاص ماصرت أقدر مرة تعبت وآسفه على الإطالة وشكراً.
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد…
فاعلمي أختي الكريمة أن الوسواس ابتلاء من الله للعبد، فمن استسلم له وانساق وراء خطراته وأفكاره لازمه هذا المرض وأثر على حياته كلها، سواءً مع أهله أو مع عبادته لربه، ولكن من جاهده وصدَّه واستعان بالله على ذلك صرفه الله عنه، وإن من كمال الإيمان أن يجاهد العبد هذا الوسواس لأنه يعلم أنه من الشيطان الرجيم، ولعلمه بأن الله تعالى أخبره عن هذا الشيطان أنه عدو مضل مبين، قال تعالى: [إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ](فاطر: الآية6).
وعلى ذلك فوصيتي لكِ أن تلجئي إلى الله جل وعلا، فإذا استعنت بالله وألححتي عليه بالدعاء وصدق اللجوء أعاذك منه وصرف عنك أي وسواس أو خاطرة تخالف أوامر الله تعالى أو أوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، وخذي أمر دينك بيسر ولا تشددي على نفسك فيشدد عليكِ بالوسواس، والله تعالى يقول: [لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا](البقرة: الآية286)، ويقول: [فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ](التغابن: الآية16).
وأكثري من ذكر الله وخاصة قراءة سورة الناس، وتيقني من كل عمل تقومين به أنه صحيح واحرصي على الاستعاذة بالله عند كل عبادة تقومين بها، قال تعالى: [وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ](الأعراف: الآية200). أسأل الله جل وعلا أن يصرف عنك هذا الوسواس وأن يعينك على مجاهدته وأن يوفقك لكل خير وبرٍّ.