السؤال رقم (5582) هل الحسنات تضاعف في رمضان؟
الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد…
فقد خص الله عز وجل شهر رمضان وفضّله على سائر الشهور، فخصّه بفريضة الصيام، ونزول القرآن، وليلة القدر، وغير ذلك.
والحسنة تضاعف في الأزمنة الفاضلة كشهر رمضان والأشهر الحرم، والأمكنة الفاضلة كالمسجد الحرام، وكذا السيئة تضاعف، لكن مضاعفة الحسنات تكون بالكم والكيف، أما السيئة فتضاعف بالكيف فقط، فيكون إثمها أعظم، وأما من حيث العدد فالسيئة بمثلها كما قال تعالى: ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا) وقوله تعالى: (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ).
قال في مطالب أولي النهى (2/385) :
(وتضاعف الحسنة والسيئة بمكان فاضل كمكة والمدينة وبيت المقدس وفي المساجد, وبزمان فاضل كيوم الجمعة, والأشهر الحرم ورمضان.
أما مضاعفة الحسنة; فهذا مما لا خلاف فيه, وأما مضاعفة السيئة; فقال بها جماعة تبعا لابن عباس وابن مسعود . . . وقال بعض المحققين : قول ابن عباس وابن مسعود في تضعيف السيئات: إنما أرادوا مضاعفتها في الكيفية دون الكمية ) اهـ .
ومن الأمثلة على مضاعفة الأجور في رمضان، قوله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) أي أن العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر .
وقد ورد في فضل العمرة في رمضان قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( عُمْرَة فِي رَمَضَانَ تَقْضِي [أي تعدل] حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي ) رواه البخاري (1863)، ومسلم (1256)
أي: تُعَادِلُ وَتُمَاثِلُ فِي الثَّوَابِ ” انتهى من ” مرقاة المفاتيح ” (5/1742) .
وروى ابن أبي الدنيا في ” فضائل رمضان ” (ص/51) : ” عن الزهري قال : (تسبيحة في رمضان أفضل من ألف تسبيحة في غيره) انتهى.