السؤال رقم (5646) لدي بالوعة المطبخ مرتبطة ببالوعة الحمام، ودائمًا تفيض قليلًا التي في المطبخ ويصعب الاحتراز منها، والأطفال يمشون عليها، هل يعفى عن هذا؟ فقد شقّ عليّ وأصبت بالوسواس؟
الجواب : أولاً: أنصح وأحذر الأخت السائلة من التمادي مع الوساوس والاسترسال معها، وأقول لها عليكِ أن تقطعي دابرها، وذلك بالإعراض عنها كليةً، ولا تُفسحي للشيطان المجال لكي يبذر في قلبك بذور الشر التي تفسد دنياك وآخرتك.
ثانياً: اعلمي أن الأصل في الأشياء الطهارة، ومن ذلك أرضية دورة المياه، فإن الأصل فيها الطهارة ما لم تعلم نجاستها، فإذا علمت نجاسة موضع منها بالبول، فإنه يُطهر بصب الماء عليه لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بصب ذنوب من ماء على بول الأعرابي. فإذا كوثرت النجاسة بالماء طهر المحل المتنجس.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى(1/ 35).: “فإن أرض الحمام الأصل فيها الطهارة، وما يقع فيها من نجاسة كبول فهو يصب عليه من الماء ما يزيله، وهو أحسن حالا من الطرقات بكثير، والأصل فيها الطهارة، بل كما يتيقن أنه لا بد أن يقع على أرضها نجاسة، فكذلك يتيقن أن الماء يعم ما تقع عليه النجاسة، ولو لم يعلم ذلك، فلا يجزم على بقعة بعينها أنها نجسة، إن لم يعلم حصول النجاسة فيها”. انتهى.
وأما طهارة النعال التي تُدخل بها دورة المياه، فالأصلُ فيها الطهارة ما لم يُعلم أنه قد أصابتها نجاسة رطبة من أرضية دورة المياه، وأما مجرد الشك فلا تَنجس به الأشياء الطاهرة.