السؤال رقم (5697) لماذا الراجح في مصرف الركاز أنه يصرف مصرف الفيء؟
نص السؤال: لدي سؤال : اختلف الفقهاء في مصرف الركاز بين القول بأنه يصرف مصرف الزكاة وبين القول بأنه يصرف مصرف الفيء ، ورجح الفقهاء بأنه يصرف مصرف الفيء، ماهي الاسباب التي لأجلها رجح الفقهاء ذلك ؟
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فزكاةُ الرِّكاز تصرف في مصرف الفيء وهو المصالح العامة للمسلمين ِ ، ولا تختصُّ بالأصنافِ الثَّمانِيَة الواردةِ في الزَّكاةِ، وهذا مذهَبُ جمهور أهل العلم
واحتج الجمهور بأدلة منها:
أوَّلًا: قولُ الله تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ] [الأنفال: 41].
وجه الدلالة: أن الركاز في معنى الغنيمة؛ لأنه استولي عليه على طريق القهر، وهو على حكم ملك الكفرة، فكان غنيمة يجب فيه الخمس.
ثانيا: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ ) رواه البخاري (1499) ومسلم (1710).
وجه الدلالة: أن (أل) في الخمس، للعهد الذهني، أي: الخمس المعهود في الإسلام، وهو خمس الغنيمة الذي يكون فيئا يصرف في مصالح المسلمين العامة.
ثالثا: أنه مال مخموس زالت عنه يد الكافر، أشبه خمس الغنيمة.
رابعا: أن إلحاق الخمس بالخمس أولى.
خامسا: أن خمس الركاز يجب على الذمي، والزكاة لا تجب عليه.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.