السؤال رقم (5821)هل يعتبر مدمن المخدرات كالمجنون قياسًا، وبذلك يكون مرفوع عنه القلم؟
الجواب: أما السكران الذي لا يعرف الأرض من السماء ولا الرجل من المرأة فلا اختلاف أنه كالمجنون في جميع أفعاله وأقواله فيما بينه وبين الله تعالى وفيما بينه وبين الناس، وأما السكران المختلط الذي معه بقية من عقله فاختلف أهل العلم في أفعاله وأقواله على أقوال، فقد صرح الحنابلة أنه لا يحكم بأنه كالمجنون بل يعامل معاملة العاقل فتجرى عليه أحكام العقلاء، وفي قول آخر أنه في حكم المجنون الذي رفع عنه القلم واختار هذا القول بعض الحنفية وبعض المالكية وهو أحد قولي الشافعي، وهو ورواية عن الإمام أحمد اختارها شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم.
وعلى كل حال، فمدمن المخدرات والمسكرات ونحوها مما يذهب العقل، لا يقاس على المجنون والصبي؛ لأنه عمد إلى إذهاب عقله، وتجرأ على حد من حدود الله عز وجل، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
وقال سبحانه: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا)
فمدمن المخدرات والمسكرات ظالم لنفسه، متعدّ على حدود ربه، فهذا يؤاخذ بذنبه، ولا يقاس على من فقد عقله بلا إرادة أو اختيار.