السؤال رقم (5836)هناك كلمات في الصلاة فيها ألف مقصورة، ولدي سؤال مهم، فأنا أخاف أن تبطل صلاتي، هل الألف المقصورة تمد طبيعي (حركتين) أم تكون أقصر؟ وإن كان الجواب بأنها أقصر، فما حكم صلواتي السابقة؟
الجواب: أولًا: قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة، ويلزم قراءتها بشكل صحيح سليم موافق للسان العربي، وخالٍ من اللحن الجلي الذي يحيل المعنى.
أما اللحن الخفي، وأحكام الأداء والقراءة كالإدغام والإظهار والمد وغيره، فالأمر في ذلك واسع ولله الحمد، ولا يؤثر الخطأ فيها على صحة الصلاة، وقد سمّاه العلماء لحنًا خفيًّا؛ لأنه لا يميزه إلا المهرة من القرّاء والعلماء.
ثانيًا: للألف المقصورة في القرآن من حيث جواز أو وجوب المد من عدمه أربع حالات:
الأولى: الألف المقصورة وفي وسطها الألف الخنجرية، وعليها علامة المد، مثل قوله تعالى: (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى) فالألف المقصورة في كلمة (تشقى) تمد مدًّا طبيعيًّا عند الوقف، وأما عند الوصل فتمد مد منفصل لأن بعدها همزة.
الثانية: الألف المقصورة ليس عليها شيء مثل قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) فتهمل الألف المقصورة عند الوصل، وتمد مدًّا طبيعيًّا عند الوقف، وعلامة هذا النوع أن يأتي بعد الألف المقصورة همزة وصل.
الثالثة: الألف المقصورة وعليها ألف خنجرية فقط، مثل قوله تعالى:(لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ)، وهنا تمد الألف المقصورة مدًّا طبيعيًّا في الوصل والوقف، وعلامة هذا النوع: أن يأتي بعد الألف المقصورة حرف متحرك غير الهمز.
الرابعة: الألف المقصورة المسبوقة بتنوين، كقوله تعالى: (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى)، فهنا تمدّ مدًّا طبيعيًّا في الوقف، وأما في الوصل فالألف تحذف ويكون حكم التنوين على حسب الحرف الذي بعده، فإن كان من حروف الإدغام؛ أدغم، كالمثال الذي معنا (طوًى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ) وإن كان حرف الإظهار أُطهِرَ التنوين، وهكذا.