السؤال رقم (5838) هل يكفر من يقول أن على جميع بني آدم ملكين يراقبانهم في نفس الوقت، وليس لكل إنسان ملكان خاصان به؟
الجواب: ما من أحد من الناس إلا وله ملكان يكتبان أعماله من الخير والشر من صغير أو كبير، قال تعالى : {وإن عليكم لحافظين، كراماً كاتبين، يعلمون ما تفعلون} [ الانفطار/10 -12] .
وقال تعالى : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمِالِ قَعيد مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد} [ق/16-18]
ويكتب صاحب اليمين الحسنات وصاحب الشمال يكتب السيئات.
وعن أبي أمامة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها ، وإلا كتبت واحدة).
رواه الطبراني في ” المعجم الكبير ” ( 8 / 158 ) .وصححه الشيخ الألباني في ” صحيح الجامع ” ( 2 / 212 ) .
وإذا علمنا هذا تبين أن عدد الذين يصحبون ابن آدم بعد ولادته : أربعة ملائكة .
قال ابن كثير رحمه الله : (وقوله : له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله أي : للعبد ملائكة يتعاقبون عليه حرس بالليل وحرس بالنهار ، يحفظونه من الأسواء والحادثات ، كما يتعاقب ملائكة آخرون لحفظ الأعمال من خير أو شر ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، فاثنان عن اليمين والشمال يكتبان الأعمال صاحب اليمين يكتب الحسنات وصاحب الشمال يكتب السيئات.
وملكان آخران يحفظانه ويحرسانه، واحد من ورائه وآخر من قدامه، فهو بين أربعة أملاك بالنهار وأربعة آخرين بالليل) تفسير ابن كثير ( 2 / 504 ) .
ومن أنكر ذلك وقال هناك ملكان فقط يراقبان جميع بني آدم فهو مخطأ معرض للعقوبة.