السؤال رقم (5852) ما حكم الاستبصار، وهل يدخل في ادعاء معرفة الغيب؟
الجواب: الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى وحده كما قال سبحانه: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) لقمان: (34)، وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مِفْتَاحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ، لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ : لَا يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ ، وَلَا يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي الْأَرْحَامِ ، وَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ، وَمَا يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ الْمَطَرُ ) رواه البخاري (992) .
وهذا لا شك ولا خلاف فيه، ولكن ليس من معرفة الغيب أن يتوقع المرء نتائج معينة استنادًا إلى خبرته، أو إلى تكرار الحدث، وإنما يدخل هذا في معنى الفراسة؛ فإن معناها: القدرة على معرفة بعض الأحوال ببعض العلامات الظاهرة.
ومن ذلك أيضًا: تحليل ما يتوقع حصوله في المستقبل بواسطة تحليل الأحداث، وكذلك توقع ما قد ظهرت له أدلة وقرائن، مثل توقع المطر عند تراكم السحب في السماء، ومثل توقع الغيم أو الرياح أو الحر أو البرد بمشاهدة بعض العلامات الدالة في العادة على ذلك، فهذا ليس فيه شيء، ولا يعد من علم الغيب، لكنه لا يخرج عن الظن والتخمين.