السؤال رقم (5926) ما حكم من قال أنا كافر مازحًا، ولكنه جاهل أنه حتى المزح في هذا الكلام لا يجوز؟ هل يعذر بالجهل هنا لأنه لا يعلم أن الكلمة حرام حتى لو كانت مزاحًا؟
الجواب: فلا أدري أي قلوب هذه التي تقوى – إن كانت فيها بقية من إيمان – على هذا المزاح الفظيع، وكيف ضاقت عليها سبل المزاح إلا في هذا الحِمَى الخطير، أما سمعت قول الله تعالى للمنافقين: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [التوبة:66،65]
وعلى كل حال؛ فإن كان مخبرًا بذلك عن نفسه، وليس مستنكرًا، فقد أسأ إساءة بالغة، فقد نص الفقهاء على أن من وصف نفسه بأنه يَهُودِيٌّ، أَوْ نَصْرَانِيٌّ، أَوْ مَجُوسِيٌّ، أَوْ مُرْتَدٌّ، أَوْ عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ الْإِسْلَامِ، فإنه يكون كافرًا بذلك؛ سواء كان مازحًا أم جاهلًا.
وعليه فقد أساء فيما قاله فإن تاب ورجع فأرجو أن يغفر الله له، ويتجاوز عنه، وقد قال تعالى:( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ) [الأنفال:38].
أما كيفية رجوعه إلى الإسلام – إن كان حال الكفر قد انطبق عليه – فهي بالنطق بالشهادتين مرة أخرى، والتبرؤ من كل دين يخالف دين الإسلام.