السؤال رقم (5964) لدي كدرة مستمرة تغيب دقائق معدودة غير معلومة ثم تعود بل ربما ثواني، دخل وقت صلاة الفجر، دخلت الى دورة المياه فمسحت فوجدت كدرة ولم استنجي منها، لأنه لا فائدة من غسل المحل، فهي لم تنقطع، تحفظت ثم توضأت وصليت، هل فعلي هذا صحيح؟ أم كان يجب أن أستنجي مع كل صلاة ولو كان بلا فائدة ؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد:
فأولاً: الخارج من السبيلين يعتبر نجسا يجب التحرز منه، ويجب الاستنجاء منه في وقت كل صلاة إذا كان مستمرا؛ وكذلك غسل ما أصاب البدن والملابس منه لأمر النبي ﷺ المستحاضة أن تتوضأ لكل صلاة.
ثانياً: الطهر له علامتان عند النساء:
الأولى: نزول القصة البيضاء.
الثانية: الجفاف وانقطاع دم الحيض، بحيث لو احتشت المرأة بقطنة ونحوها خرجت نظيفة، لا أثر عليها من دم أو صفرة أو كدرة.
فبعض النساء تعرف طهرها بالقصة البيضاء، والبعض الآخر لا يرين القصة، بل يكون الجفاف التام علامة على طهرها.
فإذا انقطع دم الحيض وجف المحل من الدم، جفافاً تاماً، فقد طهرت من حيضك، ثم لا تبالي بما ينزل عليك من ماء أصفر أو غيره؛ فحكمه حكم البول، عليك الاستنجاء منه، والوضوء الشرعي، وهذا أمر يحصل لكثير من النساء، لحديث أم عطية رضي الله عنها قالت : ” كُنَّا لَا نَعُدُّ الْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ بَعْدَ الطُّهْرِ شَيْئًا ” رواه أبو داود(307) وصححه الشيخ الألباني.
أما إذا نزلت صفرة أو كدرة متصلة بدم الحيض، فلا تعجل المرأة بالاغتسال؛ لأن الصفرة المتصلة بالدم دليل على عدم النقاء من الحيض؛ ولهذا قالت أم عطية : ( بعد الطهر ) ؛ فدل على أن للصفرة والكدرة قبل تحقق الطهر ، أثرا ؛ فهي دليل على عدم النقاء من الحيض.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.