السؤال رقم (390) :الموالاة المخرجة من الملة والموالاة المحرمة . 27 / 2 / 1429
السؤال رقم (390) : هل هناك موالاة مخرجة عن الملة وموالاة محرمة فعل حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه يدخل تحت أي نوع إن كان هناك أنواع لها؟ السائل: تركي بارود
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: فمن المعلوم أخي الكريم أن الولاء والبراء من عقيدة أهل السنة والجماعة، وهو ركن من أركان الإيمان وعلامة على صدق محبة العبد لربه ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، ولقد وردت نصوص كثيرة تحث على موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين، ومن ذلك قوله تعالى [لا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ..](آل عمران)، وقوله [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ](المائدة)، وقوله [لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ](المجادلة)، وقوله [إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا..](المائدة)، وقوله [وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ..](التوبة)، وقال صلى الله عليه وسلم (أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله)(رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع)، وعلى ذلك فلا يجوز موالاة أعداء الله من الكافرين إطلاقاً، ومن وقع في ذلك نُصرةً وحُباً لهم، وبغضاً للمؤمنين فقد خرج من ملة الإسلام.
وأما موقف حاطب بن أبي بلتعة فقد صرح فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أهل بدر ممن غفر الله لهم، فعن علي رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد وفي رواية أبا مرثد بدل المقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوا منها فانطلقنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة قلنا لها أخرجي الكتاب قالت ما معي كتاب. فقلنا لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حاطب ما هذا ؟ فقال يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسهم وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون بها أموالهم وأهليهم بمكة فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضى بالكفر بعد الإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد صدقكم، فقال عمر دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة) وفي رواية (فقد غفرت لكم) فأنزل الله تعالى[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ])(متفق عليه) وعلى ذلك فلا يكون موقف حاطب داخلاً في موالاة الكافرين بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم. وأما من يوالي المشركين من أجل عرض من الدنيا وهو يبغضهم فقد أتى بمحرم وباء بإثم عظيم، فعليه بالتوبة الصادقة، وكثرة العمل الصالح، وإعانة المسلمين ونصرتهم على أعدائهم من الكافرين. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.