وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الجملة التي ذكرتيها لا حرج فيها، وهي من الكنايات التي يجوز التعامل بها بين الناس وليس فيها تشبيه المخلوق بالخالق، بل فيها حث للمخلوق على الاتصاف بصفة من صفات الخالق مثل العفو والصفح والتسامح، وهذه الصفات من أفضل الصفات التي يحبها الله تعالى من عباده، كما وصف بذلك نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم عند عفوه عن المشركين يوم فتح مكة، وعفوه عمن سحره، وعفوه عمن وضعت له السم في الطعام، وغير ذلك كثير.
فالأولى بالمسلم والمسلمة أن يتصفوا بهذه الصفات الكريمة وأن يبذلوا جهدهم في الإصلاح بين الناس ولو بالكلمة الطيبة ففي ذلك خير عظيم، قال تعالى [لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً](النساء). وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.