الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فمن المعلوم للمسلم أن قراءة القرآن وذكر الله تعالى تطرد الشياطين من البيت، وقد ورد في فضل قراءة سورة البقرة أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم:(تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)(رواه أحمد 47/23 رقم 21971)، فهذا الحديث وغيره يدل على فضل قراءة سورة البقرة وتعلمها، وأن من قرأها في بيته حصلت له البركة، وأمن من شر الشياطين والسحرة، وقال صلى الله عليه وسلم:(سورة البقرة فيها آية سيد آي القرآن، لا يقرأ في بيت وفيه شيطان إلا خرج منه، آية الكرسي)(رواه الحاكم في المستدرك 5/125 رقم 2016، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)،وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:(إن لكل شيء سناماً وسنام القرآن سورة البقرة، وإن الشيطان إذا سمع سورة البقرة تقرأ خرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة)(رواه الحاكم في المستدرك 5/126 رقم 2017، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، وقد روي مرفوعاً بمثل هذا الإسناد)، وقال صلى الله عليه وسلم:(اقرءوا سورة البقرة في بيوتكم، فإن الشيطان لا يدخل بيتاً يقرأ فيه سورة البقرة)(رواه الحاكم 5/123 رقم 2019، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه).
فكل هذه الأحاديث وغيرها تدل على أن المسلم إذا قرأ سورة البقرة في بيته خرجت منه الشياطين وحلت فيه البركة، وما يحدث لأختك عند قراءتها سورة البقرة في آخر الليل إنما هو من الشيطان لأنه يريد أن يخيفها ويبعدها عن قراءتها، فهو لا يحبها ولا يحب سماعها، وهي على ما هي عليه من قراءتها للقرآن على خير إن شاء الله، وهي في حفظ الله تعالى، ولا يستطيع إنسٌ أو جان أن يضرها بشيء، وأوصيها ألا تلتفت لما تراه عند قراءتها، بل عليها أن تستمر في ذلك، وعليها أن تستعيذ بالله من شر الشيطان وأعوانه، وسوف يعينها الله تعالى ويصرف عنها كل شر.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.